يبدو أن النجاحات الكبيرة التي حققتها روسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين في السنوات الاخيرة ،بدأت بالفعل تقض مضاجع البيت الابيض وتثير مخاوف جهات وازنة في امريكا . ويتسائل الخبراء هل سيؤدى الطمع الروسي إلى أن تدخل في حرب مع الولايات المتحده من أجل عودتها مرة أخرى كقوى عظمى؟. أو أن يؤدى ذلك بالولايات المتحده لشن حرب إستباقيه لتحجيم الدور الروسي العالمي ،لاسيما بعد موقف روسيا من سوريا و إيقافها الضربة العسكرية الاميركية على سوريا نتيجة الموقف المشترك بين روسيا و إيران؟ وكانت الأزمة الأوكرانية سبب رئيسي في غضب امريكا على روسيا ، لاسيما بعد ما نتج عنها من صراع وهيمنه على جزيرة القرم وقرار الروس ضم الجزيرة لاراضيهم بعد إستفتاء شعبي وافق فيه السكان على الإنضمام إلى روسيا وما تبع ذلك من غضب أميركي و أوروبي، و بدايات تصعييد من الجانبيين. وكشف المحلل الفرنسي جان بول باكياست أن العسكريين الأميركيين يدرسون، على ما يبدو، إمكانية توجيه ضربة نووية احترازية إلى روسيا، مشيرا إلى ظهور مقالات كثيرة في وسائل الإعلام الأميركية خلال الآونة الأخيرة تتحدث عن مثل هذا الاحتمال. وأضاف باكياست في مدونته على موقع "Mediapart" الإعلامي الفرنسي أنهّ في حال نشوب أي نزاع عسكري بين البلدين، من المرجح أن يلجأ الجيش الأميركي لتوجيه ضربة نووية احترازية. وأشارإلى أنّ ذلك يعزز اعتقاد السلطات الروسية بأن واشنطن، بعد فشلها في إخضاع روسيا اعتمادا على وسائلها العادية، تستعد لتدمير البلاد باستخدام القوة العسكرية. وأكد باكياست من أنّ أي نزاع عسكري بين واشنطن وموسكو قد يتحول بسهولة إلى حرب نووية ذات عواقب مروعة تطال الكرة الأرضية برمتها وتؤدي إلى تدمير أمريكا بالكامل. وحذر من عجز الجيش الأميركي عن تدمير روسيا دون أن تتكبد الولايات المتحدة نفسها خسائر هائلة. وبحسب تقييمات باكياست فإنّ روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية، فضلا عن تطويرها منظومات "إس-500" الحديثة والتي يجب أن تصبح وسيلة فعالة للدفاع المضاد للصواريخ الأميركية العابرة للقارات، إلا أنه أشار إلى أنّ هذه المنظومات لن تكون كافية لإنقاذ روسيا من صواريخ نووية تطلقها غواصات أميركية. وتابع المحلل أن مثل هذه الضربة الاحترازية لن تطال إلا جزءا من الأراضي الروسية الشاسعة، وأشار إلى أن الخيار الوحيد لروسيا في حال وقوع هجوم نووي أميركي، سيتمثل في الرد عليه بضربات توجهها الغواصات الروسية، علما بأن العديد منها تقوم بالمناوبة القتالية بالقرب من السواحل الأمريكية، واعتبر أن مثل هذا الرد قد يدمر الولايات المتحدة بأكملها. وفي تصريحات سابقة لفت المفكر والناشط الأميركي نعوم تشومسكي، إلى احتمالية نشوب حرب نووية تدمر العالم. وقال تشومسكي في حوار لقناة «روسيا اليوم» الإخبارية، إن ما يعزز ذلك هو ما أسمها بالحرب الباردة التي تدور بين روسيا وأمريكا. واتهم تشومسكي الولايات المتحدة، بأن لها دور كبير في حالة عدم الاستقرار الدولي وسوء الوضع العام، وأرجع ذلك إلى تدخلها في شؤون الشرق الأوسط والصراعات الإقليمية الضارة. وتابع، إن الولايات المتحدة آخذه في التوسع في التجسس العالمي وهو بدوره ما سيكون له تأثير خطير على السكان المحليين ،فضلا عن إلهام حكومات أخرى في جميع أنحاء العالم أن تحذو حذوها.