تزايدت بشكل مبالغ فيه حالات التطاول على المظاهر الدينية، حتى أصبح الإساءة للإسلام ورموزه بضاعة رائجة في مصر. وفي أقل من شهر تمتلئ فيه وسائل الإعلام المصرية تهاجم ثوابت الإسلام وشعائره وتراثه في إطار الحرب على الإرهاب. أحدث هذه الوقائع دعوة الكاتب شريف الشوباشي بتنظيم مليونية لخلع الحجاب في ميدان التحرير. ولم يكن دعوة الشوباشي الحادثة الوحيدة المعادية للإسلام في مصر خلال الأيام السابقة، فقد أحرقت لجنة من وزارة التربية والتعليم لعشرات الكتب الاسلامية في فناء إحدى المدراس، بزعم أنها تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب، ويأتي ذلك بالتزامن مع التصريحات المثيرة للجدل للكاتب اسلام البحيري والتي يهاجم فيها البخاري ومسلم ويسعى الازهر لمحاربة فكره ومحاكمته بتهمة ازدراء الاديان. مليونية لخلع الحجاب وبدعوى التحرر من العادات القديمة، اقترح الكاتب المصري شريف الشوباشي، في تدوينه له بموقع فيسبوك، أن تخلع فتيات الحجاب خلال مظاهرة بميدان التحرير في الأول من مايو، على أن يحضر رجال خلال الفاعلية لحماية الفتيات. أثارت الدعوة التي أطلقها الشوباشي، المعروف بتوجهه العلماني، غضب الكثيرين الذين اعتبروها تطرفا فكريا من نوع آخر، يقابل التشدد الذي يدعو له بعض الإسلاميين، وتسببت في الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد وصفة للمجبات بالعاهرات . ونقلت السي ان ان عن وسائل الاعلام المصرية قول الشوباشي إنّ 99 % من العاهرات محجبات وهذا أمر واقع رافضا الربط بين الحجاب والأخلاق بحيث تعتبر غير المحجبة وكأنها غير سوية على المستوى الأخلاقي وطالب الشوباشي السلطات بمنحه تصريحا بتنظيم المظاهرة التزاما بأحكام قانون التظاهر، كما طالب وزارة الداخلية بتوفير الحماية اللازمة للمشاركات في هذه التظاهرة. ولا تعد بشأن الحجاب الأولى من نوعها، فقد سبقه هجوم وزير الثقافة السابق جابر عصفور على الحجاب بضراوة ودفاعه بقوة عن الصور العارية، كما ادعت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي بأنه ليس فريضة. ودعا رئيس حزب مصر العلمانية "تحت التأسيس"، أنور محمد، في يوليو 2013، إلى تنظيم ما سماه اليوم العالمي لخلع الحجاب، لكن حزبه تراجع عن الفعالية بحجة أن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد لا تسمح بهذه المظاهرة. وبدوره أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمود مهنا في تصريحات لوسائل الاعلام المصرية أنّ الديانة المسيحية واليهودية والدولة الرومانية والفارسية والحضارة البابلية تفرض على المرأة الاحتشام والحجاب، لافتا أن الدين الإسلامى فرض الحجاب على المرأة صوناً لها. ووصف عضو هيئة كبار العلماء دعوة الشوباشى بالفوضوية وتهدف لإظهار مصر بملامح عريانية. وأضاف "مهنا" أنّ اخلاق المصريات المحجبات فوق مستوى الشبهات، مشدداً على أن الحجاب فرض بنص القرآن الكريم والسنة النبوية. وبدوره، اعتبر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، المطالبة بخلع الحجاب، امتهانا لكرامة المسلمات، مؤكدا إجماع الفقهاء على ارتداء المسلمة الحجاب متى بلغت. وأضاف شومان، في تصريحات لوسائل الاعلام المصرية ، أن المطالبة بترك الحجاب والتظاهر من أجل ذلك، يُعد اعتداء صارخا على حرية وكرامة الإنسان وأردف "كما لا يجوز لإنسان أن يطلب من المرأة ترك الصلاة أو الصيام أو الحج، فإنه لا يجوز مطالبتها بترك الحق الذي آمنت به من تلقاء نفسها" وانشغلت وسائل التواصل الاجتماعي بدعوة الشوباشي حيث علق هيثم مناوي عبر حسابه بموقع تويتر قائلا: "شريف الشوباشي ..عامل مظاهرة لخلع الحجاب في ميدان التحرير .. طب خليك راجل وابقي انزل الميدان اليوم ده" في حين قال "رضوان من الله" ساخرا: "شريف الشوباشي 99 % من المحجبات عاهرات.. عشان كده الراقصات مش بيلبسوه ليعرهم" بحسب السي ان ان وفي وقت أشار فيه البعض إلى خلفيات دينية وسياسية لدعوة الشوباشي دافع مغردون عنه، بينهم "أوسم وصفي" الذي قال: "الرجل يدعو. ولتقبلن من تقبلن ولترفضن من ترفضن. لم يرهب ولم يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور من لا يخلعن الحجاب." من جانبها، قالت "أنجي عصام": " الاستاذ شريف الشوباشى دعا نساء مصر لقلع الحجاب في ميدان التحرير ردا على الحركات الوهابية ونكاية في الإخوان