2020-04-13 

تحليل: بسبب المكسيك.. الاتفاق السعودي الروسي الأمريكي بشأن النفط قد لا يدوم طويلاً

من لندن علي حسن

بعد يومين من التطورات الدراماتيكية، والمكالمات الهاتفية والأنشطة المكوكية ومفاوضات طويلة، اتفقت مجموعة دول أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا على خفض إنتاجها النفطي بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا استجابةً لانهيار مستويات الطلب بسبب أزمة كورونا، على الرغم من صعوبات عديدة في طريق الاتفاق من بينها على سبيل المثال رفض المكسيك لحصتها من خفض الإنتاج؛ ما دفع وزيرة النفط المكسيكية لمغادرة اجتماع أوبك+ الافتراضي، لتجري محادثات مستقلة مع نظيريها الأمريكي والكندي، بينما تباحث وزاء الطاقة الآخرون لساعات حول الرد على الرفض المكسيكي.

 


وذكر تقرير لصحيفة The Star الكندية، ترجمته الرياض بوست، أنه قد طُلب من المكسيك خفض إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل في اليوم في المرحلة الأولى من اتفاق أوبك+ غير المسبوق الذي يستمر العمل به لمدة عامين، في حين وافقت على ربع الكمية فقط، ومن خط أساس أعلى بقليل مما طلب.

 


واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترتيبًا مع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ولكن تلك الترتيبات لم تؤتِ ثمارها بعد، لذا يتعين على السعوديين والروس أن يقرروا كيفية مواجهة افتقار المكسيك إلى الالتزام الحقيقي.

 


ووصف التقرير صفقة أوبك+ بأنها كبيرة بالنظر إلى حجم التخفيضات ومدتها. ومن المقرر أن يخفض المنتجون العشرون المشاركون مبدئيًا الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا، أو 23 ٪ لمدة شهرين - مايو ويونيو. سيتم بعد ذلك تقليص ذلك إلى 8 ملايين برميل يوميًا حتى نهاية العام 2020، ثم تخفيضه إلى 6 ملايين برميل لمدة 16 شهرًا أخرى تالية، حتى أبريل 2022.

 


ويثير الاتفاق بعض الأسئلة الأكبر من قبل المكسيك. على سبيل المثال، ستقوم روسيا بخفض إنتاجها بمقدار 2.5 مليون برميل يوميًا على مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة. وتساءل التقرير عن ردة فعل إيجور سيتشن، رئيس شركة النفط الروسية روزنفت، عندما يتم إخبار شركته أن عليها خفض الإنتاج بما يقرب من مليون برميل يوميًا بحلول 1 مايو.

 


في غضون ذلك، طلبت الحكومة الهندية من المصافي التي تديرها الدولة شراء 15 مليون برميل من الخام من السعودية والإمارات والعراق لملء خزاناتها. بخلاف تلك البلدان الثلاثة، هناك سعة تخزين صغيرة في مكان آخر.


وأبلغ وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت اجتماع مجموعة العشرين أن انهيار سوق النفط سيفرض نحو مليوني برميل يوميا من تخفيضات الإنتاج الأمريكي بحلول نهاية العام دون أي تدخل حكومي. وأضاف أن بعض النماذج التنبؤية شهدت انخفاضًا يصل إلى 3 ملايين برميل. وكانت روسيا قد رفضت في السابق مثل هذه التخفيضات في "السوق الحرة"، بحجة أن انخفاض الإنتاج استجابة لقلة الطلب ليس تخفيضًا في الإنتاج. ولكن في النهاية استسلمت، إلى جانب دول أوبك الأخرى. ولم يرد في بيان أوبك+ أن الاتفاق يعتمد على تصرفات أي جهة خارج المجموعة. 

 


أما داخل المجموعة، لا تزال هناك مشكلة مكسيكية يجب حلها. وأدى رفض روسيا المماثل لإجراء تخفيضات أعمق في مارس إلى انهيار اتفاق إنتاج أوبك+ ودفع إلى بدء زيادة الإنتاج الانتقامي للسعودية. هل سيؤدي رفض المكسيك إلى نفس النتيجة؟ سوف يتضح ذلك خلال الأسابيع المقبلة في حين  تكافح دول أوبك من أجل إيجاد حل. ويبدو أن أمامهم ثلاثة خيارات:


1- الاعتقاد بأن الترتيبات المقترحة من قبل ترامب  ستقنع الرئيس المكسيكي بالامتثال للاتفاق 


2- أن تقول أوبك+: "وداعا للمكسيك" التي لم تقدم تخفيضات مهمة على أي حال


3- متابعة زيادة الإنتاج مجددًا

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه