أكدت وكالة رويترز في تقرير ترجمته الرياض بوست أن الاتفاق على إجراء أكبر تخفيضات في الإمدادات من قبل أكبر منتجي النفط في العالم مهدد بالفشل بسبب رفض المكسيك الالتزام به.
وأوضح التقرير أن رفض الزعيم اليساري المكسيكي (الرئيس المكسيكي) تعريض خططه لإعادة بناء شركة النفط الحكومية بيمكس للخطر، أثار غضب الأمير السعودي (وزير الطاقة السعودي) الذي ساهم في صياغة الصفقة.
و خلال الأيام الثلاثة الماضية ، قاومت المكسيك الضغط السعودي للتوقيع على تخفيضات عالمية بقيمة تقارب ربع انتاج الدول المشاركة ، بهدف إحياء الأسعار من أدنى مستوى لها منذ عقود.
و رفض الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور التنازل عن خطته لإحياء بيميكس من خلال عدم الموافقة على إجراء تخفيضات حادة .
ومصممًا على دعم الشركة الخاسرة والمثقلة بالديون ، كما تُعرف بإسم بيمكس، عرض الرئيس المكسيكي تخفيض 100.000 برميل يوميًا فقط ، بدلاً من 400.000 برميل يوميًا التي دعت إليها مجموعة المنتجين العالميين.
وفي حل وسط تم التوصل إليه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، قال لوبيز أوبرادور يوم الجمعة إن الولايات المتحدة عرضت خفض 250 ألف برميل في اليوم نيابة عن المكسيك.
ويشير التقرير" لكن السعودية صاحبة الوزن الثقيل في صناعة النفط العالمية، تراجعت عن الاتفاق مشترطة التزام المكسيك بالاتفاق والتخفيض المطلوب منها."
و دافع لوبيز أوبرادور ، عن موقفه، وقال الرئيس البالغ من العمر 66 عامًا للصحفيين "كانت هناك قصص في الصحف تحاول إلقاء اللوم علينا ، والتأكيد على أنه لم يكن هناك صفقة بسببنا" ، مضيفًا أن المكسيك لا تستطيع تحمل 23 ٪ من خفض الإنتاج المطلوب منها ، ولكنها عرضت 5.5٪ بدلا من ذلك.
وفي سياق متصل قال مسؤول مكسيكي بارز لرويترز إن إصرار لوبيز أوبرادور على أهمية إنقاذ بيميكس كان حاسما في الحجج التي استخدمها لإقناع ترامب بالمساعدة.
وفي الوقت نفسه ، أثار ممثله في محادثات أوبك + ، وزيرة الطاقة روسيو ناهل ، غضب بعض الدول الأخرى ، ولا سيما المملكة العربية السعودية ، التي أكد مفاوضها الأمير عبد العزيز بن سلمان أن وضع استثناءات يمكن أن يشجع المنتجين الآخرين على تفادي الالتزام بالتخفيضات .
كما أكد مصدر في أوبك "إذا قبلت أوبك + ذلك ، وبأن ينسحب كل من لا يرغب في الالتزام بالتخفيضات المطلوبة منه ، فسنكون في حالة سيئة للغاية".
وقال المصدر ان ناهل، كانت متعنتة بشأن التخفيضات المقترحة.
وبالنسبة للمنتجين ، فإن التخفيضات مريرة ولكنها ضرورية لانهاء انهيار الأسعار، حيث يعتمد العراق على عائدات النفط لإعادة البناء بعد سنوات من الصراع الداخلي ، ومع ذلك فهو ملتزم بتخفيضات قدرها مليون برميل في اليوم.
واتهم بعض المندوبين ناهل بإغلاق الخط على الوزراء الآخرين خلال المؤتمر الذي عقد عبر الفيديو ، لكنها نفت ذلك قائلة في مقابلة إذاعية مع إذاعة مكسيكية أنها "تحترم البلدان الأخرى" وأنه يتعين على كل حكومة أن تفكر في مصالحها".
وقالت "نخسر جميعًا في هذا الوضع: الدول المنتجة تخسر وحتى المستهلكين يخسرون أيضًا".
وقال مصدر مطلع أن مستوى السعر المرجعي الذي تستخدمه المكسيك لهذا العام يبلغ 49 دولارًا للبرميل ، وهو أعلى بكثير من الأسعار الحالية، لذلك ستفقد البلاد الإيرادات وستجبر على إجراء تخفيضات.
كما قال مصدر في أوبك إن المندوبين جربوا طرقا مختلفة لتجاوز هذا الخلاف لكن الموقف السعودي كان صارما.
ومن جهته شدد الأمير عبد العزيز بن سلمان على أن مستقبل الصفقة يتوقف على انضمام المكسيك إلى التخفيضات.
ويشير التقرير "اشتكت السعودية لسنوات من أنها تتحمل العبء الأكبر من تخفيضات الإنتاج العالمي لدعم الأسعار حتى مع زيادة الإنتاج في دول أخرى. "
وفي سياق متصل أشار كبار منتجي النفط الآخرين إلى أن الترتيب بين الولايات المتحدة والمكسيك لا يعوق التوصل إلى اتفاق ، حيث قالت الإمارات العربية المتحدة والجزائر يوم السبت إنه تم التوصل إلى اتفاق عملي.
وقال مصدر روسي إن موسكو لا تمانع في كيفية تقسيم حصة خفض الإنتاج بين المكسيك والولايات المتحدة ، واعتبرت أن الصفقة قد تمت بالفعل.
وفوجئ بعض الدبلوماسيين في مكسيكو سيتي بالاتفاق فقد عقد لوبيز أوبرادور صفقة مع ترامب ، الذي كان شوكة في خصر المكسيك بشأن التجارة والهجرة منذ توليه منصبه.
و دون تقديم تفاصيل ، قال ترامب إن المكسيك ستسدد للولايات المتحدة في وقت لاحق ، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف ستكون ملامح هذه الصفقة.
ورغم أن تبرير الرئيس المكسيكي بمحاولة إحياء شركة النفط المكسيكية قد أقنع ترامب إلا أن خبراء الطاقة يشككون في أنه يمتلك الوسائل اللازمة لتغيير وضع الشركة بشكل كبير.