أكد موقع World Oil في تقرير ترجمته الرياض بوست أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دفع ثمن باهضا نتيجة دخوله في حرب أسعار مع السعودية.
ويشير التقرير " كان اتفاق فلاديمير بوتين مع أوبك لخفض إنتاج النفط وزيادة الأسعار قبل ثلاث سنوات انتصارًا للزعيم الروسي ، مما عزز نفوذه على المسرح العالمي. لكن عليه الآن تقديم تنازلات كبيرة بعد تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب الأسعار بين الرياض وموسكو."
و قال شخصان مقربان من الكرملين إنه و وسط ارتياح في موسكو للاتفاق غير المسبوق مع المملكة العربية السعودية والمنتجين الرئيسيين الآخرين لخفض إنتاج النفط ، يمثل هذا الاتفاق انتكاسة مؤلمة لروسيا.
و " دفع بوتين روسيا إلى دور مهيمن في سياسات الطاقة العالمية و حاول خلق صراع بين الولايات المتحدة وحليفتها السعودية ، لكن من الواضح الآن أنه بالغ في تقدير وزنه عندما رفض تلبية المطالب السعودية لمضاعفة تخفيضات الإنتاج قبل خمسة أسابيع فقط."
و دفع هذا الرفض، أكبر منتج في أوبك إلى زيادة الإنتاج وخفض الأسعار وهو ما ساهم في إنهيار أسعار النفط.
و مع انهيار الأسواق ، وافق بوتين على خفض أكثر من 2.5 مليون برميل يوميًا من الخام من 11 مليونًا من الخام الروسي الذي تضخه موسكو يوميًا ، أي أكثر من أربعة أضعاف من التخفيض الذي رفضه الرئيس الروسي في أوائل مارس وأكثر مما كانت السعودية ملزمة بخفضه الشهر الماضي.
و قال أندريه كورتونوف ، مدير إحدى الشركات الروسية ، إن القرار المشؤوم بمواجهة السعودية في أوائل مارس كان "خطأ استراتيجيًا ، ونحن الآن ندفع الثمن ، وهو ثمن أعلى بكثير مما كان يمكننا دفعه".
و إذا تم تنفيذ التخفيضات ، فسوف ينخفض إنتاج روسيا للشهرين المقبلين إلى المتوسط السنوي الذي تم تسجيله آخر مرة في عام 2003 وفقا لبلومبرج .
و وافقت روسيا على مواصلة تخفيضات بمستويات أقل حتى مايو 2022 ، على الرغم من أنها تمكنت من التمسك بامتياز وحيد عن طريق الإبقاء على المكثفات ، وهي وقود خفيف ، خارج حصص التحفيضات.
وقال مسؤول روسي رفيع إن روسيا فشلت تماما في توقع التأثير المدمر لوباء فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي عندما انسحبت من الاتفاقية مع منظمة البلدان المصدرة للبترول وعدد من المنتجين الآخرين، و المعروفة باسم أوبك +.
وأضاف إن الحفاظ على هذا التحالف كان سيمنع انهيار الأسعار إلى أدنى مستوى له منذ عقدين تقريبًا.
وقال مسؤول آخر مقرب من الكرملين إن قرار التنازل عن تخفيضات الإنتاج الخام أمر مؤلم لصورة بوتين السياسية ، لكنه ضروري كخطوة نحو التغلب على الأزمة.
وتشمل الاتفاقية النهائية ، التي تتوقع رفعًا تدريجيًا لقيود الإمداد بدءًا من يوليو ، جميع شركات النفط الروسية الكبرى بإلتزام شخصي من بوتين.
ودافع ديميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين عن الصفقة الجديدة يوم الجمعة، قائلا "لا يوجد خاسرون ، هناك فائزون فقط".
و رغم أن المسؤولين الروس حاولوا مواجهة الأسابيع الأخيرة مع انخفاض أسعار النفط بشجاعة، إلا أن الوضع الذي دفع الروبل إلى الانخفاض بشكل حاد وأجبر البنك المركزي الروسي على التدخل لضمان استقرار السوق ، دفع الكرملين للشعور بالقلق من الضرر الاقتصادي المحتمل.
وقال ديميتري مارينشينكو ، مدير أول في فيتش راتينغز "كانت روسيا قلقة للغاية بشأن انخفاض سعر خام الاورال ، حيث انخفض السعر في أوائل أبريل إلى حوالي 10 دولارات للبرميل".
وأضاف "من الصعب تخيل كيف ستتعامل روسيا مع الوضع الذي لا تحقق فيه صناعة النفط أي إيرادات على الإطلاق".
وقد شبه الملياردير المساهم في شركة لوك أويل، ليونيد فيدون الصفقة بالاتفاق "المهين والصعب" الذي وقعه البلاشفة في عام 1918 لإنهاء مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى.