كيف تعمل السعودية والإمارات على توسيع تمثيل المرأة في سوق العمل؟

أكد موقع Oxford business group في تقرير ترجمته الرياض بوست أن السعودية والإمارات العربية المتحدة تعملان على توسيع تمثيل المرأة في سوق العمل.

وتنضم المزيد من الموظفات إلى أماكن العمل ومجالس الإدارة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ، حيث تعتبر المساواة بين الجنسين هدفًا رئيسيًا لحملة إقليمية لتحسين المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. و في حين تم إحراز تقدم ملموس في السنوات الأخيرة ، هناك مجال لمزيد من التحسين من أجل دمج هذه التغييرات في تحول دائم وواسع النطاق.

نهج المملكة العربية السعودية متعدد الأبعاد

تدرك المملكة العربية السعودية أن لديها مجموعة كبيرة وغير مستغلة من المواهب خاصة النسائية، حيث قال ليلك الصفدي ، رئيس الجامعة الإلكترونية السعودية : "هناك الكثير من العمل الذي يتم القيام به للاستفادة من هذه الموارد البشرية ، حيث أن تمكين المرأة هو أحد أهداف رؤية 2030". وتم تعيين الصفدي رئيسًا للجامعة الالكترونية في عام 2020 ، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة جامعة سعودية مختلطة. وفي السنوات الأخيرة ، نفذت السعودية مجموعة من التدابير لتوسيع الإدماج الاقتصادي للمرأة.

وقد تراوحت هذه الإجراءات بين السماح للمرأة بقيادة السيارة ، إلى إجراء تغييرات في قانون العمل والأسرة. وساعدت التغييرات في تحقيق نتائج ملحوظة، حيث انضمت أكثر من 51000 امرأة سعودية إلى سوق العمل في عام 2020 ، وتهدف المملكة إلى توفير وظائف لحوالي مليون امرأة بحلول عام 2030. ومنح تقرير البنك الدولي المملكة العربية السعودية 80 نقطة من أصل 100 في هذا المجال.

وبالإضافة إلى توسيع المشاركة في مكان العمل ، تهدف الإجراءات الجديدة إلى تعزيز ريادة الأعمال بين النساء، حيث قال إبراهيم الراشد ، الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية في المملكة "تعد الشركات الصغيرة جزءًا من الاقتصاد غالبًا ما يتم تجاهله ، لكنه على الرغم من ذلك ساهم في إحداث تأثير اجتماعي إيجابي ملحوظ - لا سيما فيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي للمرأة.. المملكة العربية السعودية تولي الآن اهتماما متزايدا لهذا القطاع."

وتشير التقارير إلى أن عدد رائدات الأعمال في المملكة قد ارتفع بنسبة 50٪ في عام 2019 ، في حين وجد تقرير 2020/21 الصادر عن Global Entrepreneurship Monitor أنه تم الإبلاغ عن أعلى معدلات نوايا ريادة الأعمال بين النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، في السعودية. وتختار المزيد من الشابات السعوديات دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ، وتشكل النساء 38٪ من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وفي بعض المجالات ، تكون هذه النسبة أعلى: وفقًا لليونسكو ، فإن 59٪ من الطلاب المسجلين في علوم الكمبيوتر في المملكة العربية السعودية هم من النساء ، مقارنة بـ 14٪ و 16٪ في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، على التوالي.

الامارات: جهود الإصلاح تؤتي ثمارها

عملت دولة الإمارات العربية المتحدة لسنوات لتعزيز مشاركة المرأة في القوى العاملة ، مسترشدة بمجلس التوازن بين الجنسين. وفي عام 2019 ، نفذت البلاد سلسلة من الإصلاحات ، بما في ذلك حظر التمييز على أساس الجنس في التوظيف وإزالة القيود المفروضة على العمل على أساس القطاع بالنسبة للمرأة. وفي الآونة الأخيرة ، في عام 2021 ، تم تنفيذ حزمة إصلاحات واسعة النطاق تضمنت منح إجازة الولادة مدفوعة الاجر في القطاع الخاص لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تم تعديل تشريعات العمل لضمان المساواة في الأجر.

وقد بدأت مثل هذه المبادرات تؤتي ثمارها، وفق تقرير البنك الدولي السنوي "المرأة والأعمال والقانون" الذي يفحص الفرص الاقتصادية في 190 دولة من خلال ثمانية مؤشرات - مثل مكان العمل والأجور وريادة الأعمال والأصول - التي تعكس تفاعل المرأة مع القانون خلال حياتها المهنية. ووجد تقرير 2021 أن أداء الإمارات كان أفضل من أي دولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد أن حققت "قفزة كبيرة بفضل الإصلاحات التشريعية الرائدة التي تم تنفيذها على مدى السنوات القليلة الماضية".

وسجلت الإمارات 82.5 من أصل 100 نقطة مقارنة بـ 56 نقطة في عام 2020 و 30 نقطة في عام 2019. وعلاوة على ذلك ، احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً والمرتبة 18 من أصل 189 دولة على مستوى العالم لجهودها المبذولة للنهوض بحقوق المرأة - بعد أن كانت 26 في عام 2019 - في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في "تقرير التنمية البشرية لعام 2020". كما لوحظت التغييرات في مجالس الإدارة.

وفي أغسطس ، أُعلن الامارات أن 19 شركة من بينها شركة إعمار العقارية ، أكبر مطور عقاري مدرج في دبي - قد عينت عضوات في مجلس الإدارة تماشياً مع التفويض الصادر في وقت سابق من هذا العام عن هيئة الأوراق المالية والسلع لمنح المرأة دورًا أكبر في هذا المجال. ومن المقرر أن تقوم 111 شركة أخرى بتعيين عضوة في مجلس الإدارة بحلول الربع الأول من عام 2022.