وطن المجد والعلياء

في عيد الوطن الواحد والتسعين نحتفل بهذا الكيان العظيم الذي وضع لبنته الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود رحمه الله رحمه واسعة هذا الرجل الاستثنائي الذي يستحق دعوة خالصة مع كل ذكرى وطنية لأنه حقق لنا حلم كان من الصعب تحقيقه وهو توحيد ارجاء هذا الوطن العظيم.

إن كلمة الوطن تتكرر في اذهان الكثير ، ما هو الوطن ؟ هل هو مجرد الأرض فقط ؟ مالذي يجعلنا ندافع عن وطننا ؟ أهي الأرض بحدودها ، بصحاريها ، بخيراتها أم ياترى هناك شيء يدفع في نفوسنا مشاعر أعمق تربطنا وتربط أحاسيسنا بكينونتنا فوق هذا التراب ؟ مما لا شك فيه أن الوطنية هي مفهوم يشد فينا غريزة الحب لأرضنا ، وفيها أبعاد كثيرة اكثر من بعد التراب والحدود والخيرات . الوطنية مفهوم يرتكز عليه الكثير من مفاهيم الدفاع عن الأرض لدى كل العالم ، ولكن وطنيتنا تحمل بعد وميزة تميز وطننا بميزة فريدة تختلف عن دول العالم , هناك ميزة تختلف في وطنيتنا عن غيرنا وعدة عناصر تجعلنا نفهم الوطنية بمفهوم ديننا الإسلامي ، وهذا بذاته يجعل من وطنيتنا وطنية بعيدة عن معاني القومية الضيقة لأن وطنيتنا تحمل شمولية الإسلام في فهمه للإنسان على هذه الأرض ليعمرها بالسلام والعدل والانسانية , ولأن الحرمين الشريفين في ارضنا المباركة ورمز الإسلام ووجهة هذه الأمة العظيمة.

إن ما يميزنا أننا بلد لم تستعمر ولن تستعمر بإذن الله هذه الحقيقة تجعل نظرتنا وتقييمنا للأحداث المعاصرة لها عمق وبعداً عن تعقيدات القوميات ، إن مملكتنا تحمل اصالة هذه الحقيقة التي تجعل فينا مقدرة موضوعية تفرض بلدنا لوضع متميز بين دول العالم. إن هذا الوطن أثبت لنا مع كل أزمة أنه وطن استثنائي عن بقية الاوطان فمع أزمة كورونا أثبت وطننا بجميع مكوناته وابنائه وبناته وجميع مقدراته اثبت لنا حقيقة الحب لهذا الوطن حتى حققنا انجازات فريدة و مميزة على مستوى العالم في مكافحة هذا الوباء على المستوى الإحترازي او سرعة و جودة اللقاحات او توظيف تقنيه المعلومات في تسهيل مكافحة هذا الوباء او الجودة الصحية التي تعاملت مع المرضى في المستشفيات.

إن هذا الوطن لا يتطلع فقط الى حل الازمات والى الحاضر فقط بل ينظر بعيداً الى المستقبل ويضع الخطط والافكار والمبادرات حتى اخرجت لنا الرؤية المباركة رؤية 2030 بقيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان حفظه الله الذي وضع لبنة هذه الرؤية الموفقة بإذن الله من اجل أن يحقق وطننا مستقبل مشرق ان شاء الله للاجيال القادمة ، وحيث رأينا الكثير من النتائج الجبارة لهذه الرؤية والتي بدأنا في نيل ثمارها قبل حين موعدها وهذا بسبب الاخلاص لله ثم للوطن.

يبقى علينا نحن كسعوديين أن ندرك دوماً ان تميزنا يجعل منا دافعا لتحقيق طموحات أبعد واكبر ، طموحات نبنيها على أرضنا المباركة كواقع وعلى مخيلة أبعد ، لكي تنطلق مسيرتنا بقيادة حكومتنا الرشيدة حفظها الله نحو مستقبل مشرق ورؤى تبني مجتمع متطور بين الأمم ، لذلك الوطن لن يكون مجرد ارض فقط بل مجموعة قيم ندافع عنها و معاني تشمل الارض ومن يعيش عليها. كل عام ووطني بخير وعز ورخاء