الرياض - من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً"، كانت الرؤية السعودية 2030 قراءة للتاريخ وللجغرافيا؛ لذا استحضرت في استهلالها العمق العربي والإسلامي للمملكة باعتباره عامل النجاح الأول. كُشف النقاب عن خارطة الطريق التي ستحول المملكة وتنقلها من العالم الثالث إلى العالم الأول، لكن ذلك لن يكون أمراً سهلاً أو طريقاً مفروشاً بالورود، إنها مهمة صعبة وشاقة ورهان للمجتمع السعودي الذي عليه أن يصحو من اعتماده على النفط إلى الاعتماد على سواعد أبنائه، فهم وقود هذه الرؤية وهم من سينفذها ويحولها إلى واقع ملموس يعيشونها ويعيشها أولادهم وأحفادهم من بعدهم.
في الرؤية السعودية 2030 تحجيم لمادة ساهمت بشكل كبير في تشكيل نظرة معينة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية عن المملكة ليس لدى المواطنين أنفسهم تجاه بلادهم، بل حتى في الخارج للذين كانوا يرون في المملكة "نفطاً" عليهم أن يزيحوا هذه النظرة ويتعاملوا مع واقع جديد لدولة تتبنى اليوم منهجاً آخر في نهضتها وتفكيرها وطريقة عملها. وفي الرؤية السعودية 2030 بلد ينمو ويزدهر دون نفط، بل يعتمد على قدراته مستغلاً تاريخه الذي يقول بأنه يمتد إلى ما قبل الإسلام، وجغرافيته التي تقول بأننا بوابة العالم، وثرواته التي تفصح عن كنوز تجاور النفط في باطن الأرض.
تخبرنا الرؤية السعودية 2030 أن طموحنا أكبر من تقليص البطالة، وحل مشاكل الإسكان، كلها مؤشرات ضرورية ومهمة ستجد طريقها إلى الحل "آلياً" مع تنفيذ الرؤية والسير قدماً تجاه تحقيق الرخاء للمواطن وازدهاره. في الرؤية السعودية 2030 الثقافة والترفيه صناعة يجب أن تُستغل في دولة يقتنص مواطنوها الإجازات ليحلقوا بعائلاتهم للجوار وأبعد من الجوار بحثاً عن مرافق يمكن أن نوجدها في بلادنا التي تطل شرقاً على خليج وغرباً على بحر.
تهاجم الرؤية السعودية 2030 الفساد بوصفه آفة التنمية المهلكة و"النمل الأبيض" الذي ينخر جسدها حتى تتداعى، إلا إذا تداركناها بسيف النزاهة الأعمى فإن في ذلك تحقيقاً للعدالة وحفاظاً على استقامة المجتمع ومنع ابتذال سلوكه. إن صناعة وطن نفخر به مهمة ليست باليسيرة، بل إنها تستجوب تعباً وجهداً وعرقاً وقلقاً ودون ذلك علينا أن نستعد للأسوأ، ولرجال هذه البلاد موعد مع التحديات والتغلب عليها.