أثار منع إحدى المدارس الفرنسية طالبة مسلمة تبلغ من العمر 15 عاما، من الالتحاق بصفها ومتابعة دروسها، بحجة ارتدائها تنورة طويلة سوداء، موجة من ردود الأفعال في فرنسا، وضجة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعيدت الطالبة سارة، من مدرستها في مدينة ريمس إلى المنزل، لارتدائها تنورة طويلة، وتم إرسال خطاب إلى عائلتها يطالبها بالانتباه لملابس ابنتهم وإلا لن يتم السماح لها بدخول المدرسة. واعتبر الخطاب أن سارة تستخدم رمزا دينيا عبر ارتدائها تنورة طويلة، وتنتهك مبادئ العلمانية وعلل مدير المدرسة المنع بأن التنورة الطويلة تعتبر مظهرا من مظاهر الانتماء الديني، وهو ما يتنافى والمبادئ العلمانية للبلاد، بينما تؤكد الطالبة بأن تنورتها عادية ولا علاقة لها بالرموز الدينية. ونقلت سي ان ان عن أحد الصحف الفرنسية أنّ سارة التي تضع الحجاب منذ سنة تقريبا تخلعه يوميا قبل دخولها إلى المدرسة، وتعرضت للطرد مرتين من المدرسة بسبب تنورتها. وبدوره أكد رئيس مرصد مناهضة الإسلاموفوبيا عبد الله زكري، في حديث لوكالة الأناضول أن المسألة لا تتعلق بالعلمانية وإنما بالتعصب وعدم القدرة على قبول الآخر، قائلا إن ما وصفها بـ "هستيرية الإسلام" انتشرت في فرنسا. وتسأل زكري عن الكيفية التي أصبحت بها التنورة الطويلة رمزا دينيا، ومشيرا إلى أن هناك من يعمل على تجهيل الفتيات، وأن صغار السن الذين يبتعدون عن المدرسة يتبنون خيارات خاطئة، وتعود مسؤولية ذلك إلى أصحاب الذهنيات المشوهة. وظهر في أعقاب الواقعة هاشتاق "JePorteMaJupeCommeJeVeux" أو ما ترجمته (أرتدي تنورتي كما أحب)، والذي ظهر في أكثر من 50 ألف تغريدة. وبحسب سي ان ان جاءت التغريدات في مجملها مستنكرة المنع،ومتعاطفة مع الطالبة. وتداول المغردون مجموعة من صور لنجمات الهوليود يرتدين تنانير سوداء وطويلة، مع تغريدات "هنا فرنسا، حيث تعد الفساتين السوداء الطويلة مظهرا من مظاهر الأناقة في قصر الإليزيه في حين تعتبر علامة من علامات التباهي في المؤسسات التعلمية. ونشرت من خلال تويتر صور العديد من سيدات المشاهير وهن يرتدين تنورات طويلة، مع كتابة تعليق "لا يمكنكم دخول مدرسة في فرنسا بهذا الشكل". وشارك بعض النشطاء صورة لسيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما وهي ترتدي تنورة طويلة، مرفقة بالتعليق ترى هل سيعيدها هولاند إلى المنزل لارتدائها تنورة طويلة.بحسب الأناضول وسجل مرصد مكافحة العنصرية ومعاداة الإسلام في فرنسا، 130 حالة منعت خلالها طالبات مسلمات من دخول الصف في 2014 لارتدائهن ملابس اعتبرت بمثابة "رموز دينية ". ويقول مسؤولون في منظمة "معا ضد الإسلاموفوبيا فى فرنسا"، إن فرنسا شهدت ارتفاعا في عدد الهجمات ضد المسلمين، منذ منع الحجاب عام 2004. وقال تقرير المنظمة في 2014، إن العام الماضي شهد ارتفاعا بنسبة 10% مقارنة بعام 2013 فيما يتعلق بالهجمات ضد الإسلام، التي بلغ عددها العام الماضي 764 هجوما، منها 22 هجوما جسديًّا ضد أفراد، و586 واقعة تمييز، و25 هجوما ضد دور عبادة وهيئات. واستهدفت 81.5% من الهجمات سيدات.