يعمل الحرس الثوري الإيراني على تهريب الأسلحة للميليشيات الإرهابية التابعة له في سوريا ولبنان عن طريق البر، وذلك عبر الحدود العراقية مع سوريا وفي قوافل تنقل الحجاج من الطائفة الشيعية.
ذكر نورس العرفي المتحدث باسم شبكة عين الفرات، أن مراسلين من الشبكة شاهدوا دخول عشرات حافلات النقل إلى سوريا قادمة من العراق.
تابع أن عددا من حافلات النقل التي كانت تحت حراسة مشددة من عناصر من الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران كانت تنقل مدنيين عراقيين وإيرانيين إلى أماكن دينية مثل موقع عين على بالقرب من الميادين في محافظة دير الزور ومقام السيدة زينب في دمشق.
ما أثار الشكوك هو عدم دخول تلك الحافلات إلى سوريا عبر منفذ القائم/ألبوكمال الحدودي الذي يعد الطريق الطبيعي للدخول إلى سوريا.
مما يؤكد ذلك، أنها دخلت عبر قرية الهري القريبة من ألبوكمال والتي تعد معبرا حدوديا غير نظامي يستخدمه قادة الحرس الثوري والميليشيات الإرهابية التابعة له.
أيضاً تم تتبع مسارات القوافل التي أوصلتهم إلى مقرات الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران في غربي سوريا.
قال العرفي إنهم رأوا هناك الركاب وهم ينزلون من حافلات النقل وشهدوا على عملية تفريغ شحنات الأسلحة والصواريخ.
ذكر أن عددا من القوافل أكملت مسيرتها في البادية السورية ووصلت إلى العاصمة دمشق.
يبدو أنه تم بعد نقل الصواريخ، تهريبها إلى لبنان وتسليمها إلى حزب الله، لافتا إلى أن الحرس الثوري ووكلاءه كانوا قد استخدموا أسلوب التهريب هذا في الماضي.
كما ذكر العرفي أن عناصر الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران، أحضروا شحنة أسلحة من العراق إلى سوريا في موكب مؤلف من حجاج من النساء ومنعوا تفتيشهن.
نقلت مصادر مطلعه أن شحنات الأسلحة الأخيرة، كانت عبارة عن أسلحة نوعية وصواريخ متطورة متوسطة وبعيدة المدى.
يقال إن عددا من القوافل أفرغت حمولتها أولا في منطقة الكتف ببلدة ألبوكمال، حيث تقع أبرز قواعد ومخازن الميليشيات الإرهابية.
ذكر أن "عددا من الحافلات وصل إلى مزار عين علي في بادية القورية"، مضيفا أنه جرى إنزال الزوار لتأدية الطقوس الدينية فيما توجهت الحافلات إلى مزارع الدبوس لتفريغ شحناتها من السلاح قبل العودة مجددا للمزار.
رصد شهود عيان، انتشارا كثيفا للميليشيات الإرهابية في محيط المزار، تحت إشراف الحاج حسين قائد الحرس الثوري في بلدة الميادين وعدنان الزوزو قائد جماعة أبو الفضل العباس.
إن عناصر الميليشيات الإرهابية قاموا بجلب آليات ومعدات استخدمت لنقل السلاح إلى مستودعات تخزين تحت الأرض.
استخدم النظام الإيراني أساليب مختلفة من أجل تجنب أن يتم اكتشافه وتفادي الغارات الجوية، لتهريب الأسلحة والطائرات المسيرة من العراق إلى سوريا.
فتم إخفاء هذه الشحنات في عربات نقل الخضار والمواد الغذائية وفي قوافل المساعدات الإنسانية، حسبما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان في العام 2021.
وأوضح العرفي أن استخدام الأساليب المبتكرة للتهريب، يسلط الضوء على الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الحرس الثوري لتزويد ميليشياته الإرهابية بالسلاح.
خلافا لذلك وقبل سنوات، كان الحرس الثوري ينقل الأسلحة والمقاتلين على متن طائرات إليوشين 76 تي دي التابعة لسوريا، والتي كانت تنتقل بدون توقف من طهران إلى مطار دمشق الدولي.
هذا التحول في طريقة تهريب الأسلحة الإيرانية، من طائرات مدنية كانت تحط في مطار دمشق الدولي، إلى إخفائها في قوافل المساعدات إنسانية يعد دليلا على تراجع قدرة طهران داخل سوريا، وضعفها
لفت إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران توسع نطاق تواجدها في دير الزور والشامية، وتدمر وتهدد بذلك أرواح السكان من خلال استيلائها على منازل الأهالي "وتحويلها إلى مخازن للسلاح ومقرات".