أعلنت بغداد مقتل الرجل الثاني في قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في غارة جوية للتحالف الدولي ضربت مسجدا كان فيه القيادي البارز مع أعضاء آخرين من التنظيم شمالي البلاد. وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان في موقعها الإلكتروني "استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة تم توجيه ضربة جوية من قبل قوات التحالف الدولي إلى الرجل الثاني في عصابات داعش الإرهابية أبو علاء العفري." واوضح البيان أن الغارة استهدفت كذلك "قاضي قضاة" احدى الولايات التابعة للتنظيم في شمال العراق، و"عددا كبيرا" من عناصره، أثناء عقدهم "اجتماعا في جامع الشهداء في منطقة العياضية بقضاء تلعفر" في شمال العراق، والذي يسيطر عليه التنظيم منذ هجومه الكاسح في يونيو. ولم يحدد البيان تاريخ الغارة او ما اذا كان المستهدفون قتلوا ام اصيبوا. لكن القيادة المركزية للجيش الأمريكي نفت بقوة أن ضربة جوية للتحالف أصابت المسجد. وأعلنت القيادة الوسطى للجيش الاميركي التي تشرف على عملياته في الشرق الاوسط، أنها "لا تملك اي معلومات تعزز هذه الادعاءات"، وذلك في بيان اصدرته تعليقا على بيان وزارة الدفاع. وأضافت "نستطيع ان نؤكد ان طيران التحالف لم يقصف مسجدا كما زعمت بعض التقارير الاخبارية". وأرفقت وزارة الدفاع العراقية بيانها بشريط مصور بالابيض والاسود لضربة جوية ملتقط من كاميرا طائرة حربية، تستهدف مبنى يبدو أنه في منطقة غير مأهولة بشكل كبير. وكانت قد عرضت وزارة الدفاع العراقية في موقعها الإلكتروني لقطات للغارة الجوية على "مسجد الشهداء" في قرية العياضية قرب تلعفر. وقال مسؤول محلي طلب ألا ينشر اسمه إن العفري كان يعمل مدرسا وواعظا مشهورا في القرية. وقال المحلل الأمني هشام الهاشمي الذي مقره بغداد والذي يتابع عن كثب تنظيم الدولة الإسلامية انه لم يتأكد بعد مقتل العفري لكنه أكد أن الضربة الجوية قتلت أكرم قرباش المعروف ايضا بالملا ميسر والذي تولى في الآونة الأخيرة مسؤولية أمن الدولة الإسلامية في محافظة نينوى الشمالية. وينحدر أبو علاء العفري -واسمه الحقيقي عبد الرحمن مصطفى محمد- من أصل تركماني من بلدة تلعفر بشمال غرب العراق ومن المعتقد أنه الرجل الثاني في قيادة الدولة الإسلامية بعد أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة. وبرز اسم العفري في ابريل في تقارير صحافية تحدثت عن اصابة زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي في غارة جوية في مارس جعلته غير قادر على الحركة، وان العفري يتولى زمام المسؤولية بدلا منه. الا ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) نفت صحة هذه التقارير عن اصابة البغدادي، مؤكدة ان "لا شيء يشير" الى مقتله او اصابته. وكانت واشنطن اعلنت في ديسمبر، انها تمكنت من خلال غارات جوية شنتها منذ نوفمبر، من قتل عدد من قيادات التنظيم، مؤكدة ان البغدادي لم يكن بينهم. وقال مسؤول في الوزارة في حينه ان من بين القيادات التي قتلت، "ابو مسلم التركماني" الذي كان يعد بمثابة مساعد للبغدادي ومسؤولا عن عملياته العسكرية في العراق. واعلنت واشنطن في الخامس من مايو، رصد مكافأة مالية قدرها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن العفري المدرج تحت اسم عبد الرحمن مصطفى القادولي ضمن برنامج "مكافآت لدعم العدالة". وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان القادولي كان منتسبا الى تنظيم القاعدة في العراق ومساعدا لزعيمه السابق ابو مصعب الزرقاوي، قبل ان ينضم الى تنظيم الدولة الاسلامية بعيد خروجه من السجن عام 2012. ولا يكشف تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن اقامة "الخلافة" في 29 يونيو الماضي اسماء قيادييه، ويصعب التاكد منها من مصادر مستقلة. وباستثناء البغدادي والمتحدث الرسمي ابو محمد العدناني، لم تظهر القيادات الرئيسية للتنظيم في اشرطة مصورة او تسجيلات صوتية. وسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه في هجوم كاسح شنه في يونيو الماضي. وتمكنت القوات العراقية والكردية، بدعم من ضربات التحالف الذي تقوده واشنطن، من استعادة السيطرة على بعض هذه المناطق خلال الاشهر الماضية. (الرياض بوست، رويترز، الفرنسية)