بعد شهر على حادث غرق ماساوي يقر الاتحاد الاوروبي الاثنين عملية بحرية للتصدي لانشطة المهربين الذين يستغلون يأس المهاجرين المستعدين للقيام بأي شيء من اجل عبور المتوسط املا في الوصول الى اوروبا. وتقضي هذه المهمة غير المسبوقة بنشر سفن حربية وطائرات مراقبة تابعة للجيوش الاوروبية قبالة سواحل ليبيا التي باتت المركز الرئيسي لحركة تهريب المهاجرين. وتتطلب العملية موافقة الامم المتحدة ولن يتم اطلاقها فعليا الا في ونيو غير انه سيتم اقرارها رسميا الاثنين من قبل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ال28 بعد اجتماع مع نظرائهم من وزارات الدفاع. ويخضع الاتحاد الاوروبي المتهم بعدم التحرك بل بعدم الاكتراث حيال مشكلة الهجرة غير الشرعية، لضغوط شديدة مع تعاقب الحوادث المأساوية في البحر المتوسط. والكارثة الاشد التي كان لها وقع هائل في اوروبا ودفعت قادتها الى التحرك وقعت ليل 18 الى 19 ابريل وراح ضحيتها 800 شخص بقي معظمهم عالقين في قعر المركب عند غرقه قبالة سواحل ليبيا. غير أن ليست هذه المأساة الوحيدة فبحسب تقرير نشرته مؤسسة دويتش فيله حمل عنوان "جزر بحر إيجه.. في مهب موجات الهجرة" فإن عدد المهاجرين القادمين على متن الزوارق صوب اليونان ارتفع بشكل كبير. وبحسب منظمات دولية فإن عدد المهاجرين الذين قدموا إلى اليونان في الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي بلغ 22 ألف مهاجر. بينما بلغت أعداد اللاجئين في العام 2014 بأكمله 34 ألف مهاجر. وفي خضم الأزمة المالية التي تعيشها اليونان لم تستطع السلطات هناك مساعدة المهاجرين بفعالية. وإيجاد مأوى لهذه الإعداد المتزايدة من المهاجرين واحدة من الصعوبات التي برزت أيضا، خصوصا وأنهم يبقون لعدة أيام قبل أن تنتهي عملية تسجيل بياناتهم رسميا. ولفترات طويلة قضى العديد من اللاجئين ليلهم في مراكز الشرطة، في المخازن، والممرات والمكاتب، وأيضا في المستشفيات وملاجئ العجزة. ومقارنة مع إيطاليا فإن عدد من وصلوا إلى الأراضي الإيطالية منذ بداية هذه السنة يقترب من 26 ألف مهاجر. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن حركة تدفق المهاجرين غير الشرعيين اكبر هذه السنة منها في العام 2014 حيث تمت في يوم واحد اغاثة حوالى الفي مهاجر في 14 مايو في عشر عمليات نفذها خفر السواحل الايطالي بشكل منسق. ويستغل المهربون رغبة المهاجرين الجارفة في الوصول إلى أوروبا فالمهربين يحصلون على الأموال من المهاجرين ويتركونهم وحدهم على متن قوارب مطاطية، بعد أن يقنعوهم بأنه يجب عليهم تمزيق القارب فور اقترابهم من الشواطئ اليونانية، ويقول حارس يوناني إن هذه الخطة "حتى لا يكون أمامنا خيار آخر عن إنقاذهم"، حسب ما يقول الحارس" وينبه الحارس اليوناني إلى أن غرق القارب بعد تمزيقه يستغرق من 6 إلى 8 دقائق، وأنه يجب عليه وزملائه أن يتحركوا بسرعة شديدة لإنقاذ هؤلاء المهاجرين. ودعا قادة الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع طارئ في 23 نيسان/ابريل الى تنفيذ عملية تقضي ب"ضبط وتدمير مراكب" المهربين القادمة من ليبيا قبل ان يتم استخدامها كما قرروا تعزيز امكانات عمليتي ترايتون وبوسيدون القاضية بالمراقبة والانقاذ في البحر المتوسط واللتين عهد بهما الى وكالة فرونتكس المكلفة ضبط الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي. واجمعت المنظمات غير الحكومية على التنديد بالمهمة البحرية معتبرة انها ستؤدي فقط الى تغيير الطرق البحرية التي يسلكها مهربو المهاجرين. حتى المدعي العام الايطالي جيوفاني سالفي الذي يتصدر حملة مكافحة الهجرة غير الشرعية شكك في العملية محذرا من ان تدمير زوارق صيادي السمك الليبيين قد يضع السكان في موقع معاد للاوروبيين. واوضح دبلوماسي اوروبي لوكالة فرانس برس ان العملية التي تحمل اسم "نافور ميد" ستتخذ مقرا عاما لها في روما وستكون بقيادة الاميرال الايطالي انريكو كريدندينو. ووعدت كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا حتى الان بتوفير سفن فيما ستؤمن بولندا وسلوفينيا طائرات مراقبة او مروحيات، بحسب مصادر دبلوماسية.