قررت محكمة أميركية في سان فرانسيسكو السماح لموقع "يوتيوب" بعرض الفيلم الأميركي المثير للجدل "براءة المسلمين"، الذي تسبب عرضه عام 2012 في اندلاع موجة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي بداعي الإساءة إلى الإسلام. وبحسب بي بي سي اعتبرت لجنة من 11 محلفا في المحكمة أن منع العرض ينتهك حرية التعبير التي يضمنها الدستور الأميركي. ورفضت محمكة استئناف أميركية حكم محكمة فيدرالية صدر العام الماضي الماضي موقع يوتيوب التابع لعملاق الانترنت غوغل من عرض الفيلم المثير للجدل، والذي يسخر من النبي محمد بعدما أثار عرضه استنكارا واسعا وأعمال عنف حول العالم . وكانت الممثلة سيندي لي غارسيا تقدمت بشكوى أكدت أنها خُدعت واستدرجت إلى الظهور في الفيلم وقالت الممثلة في الشكوى أن اللقطة التي تظهر فيها أخذت من عمل لفيلم آخر، ووضعت الجمل التي قالتها بعد ذلك في الفيلم بعد التصوير دون علمها.بحسب فرانس برس واعتبرت أن ظهورها ولو لخمس ثوان في الفيلم يمنحها حق ملكية فكرية يكفي لمنع عرضه من دون موافقتها. إلا أن شركة غوغل تقول إن صانع الفيلم فقط، نيقولا باسيلي نيقولا، هو من يملك حق النشر، ولذلك، فإن جارسيا ليس لديها الحق للمطالبة بمنع عرضه وهو ما أقرته محكمة الاستئناف. واعتبرت القاضية مارغريت ماكيون "في هذه القضية يقع طلب صادق للحماية الشخصية عند حدود قانون حقوق الملكية والمبادئ الأساسية لحرية التعبير". وتابعت القاضية "من الواضح أن ساندي لي غارسيا كانت ضحية عملية تلاعب عندما قام مخرج سينمائي بتحويل مشهد من خمس ثوان إلى لقطة مسيئة للنبي محمد". ومع أن المحكمة أبدت تعاطفا مع الممثلة إلا أنها اعتبرت أن "طلبا ضعيفا حول حقوق الملكية لا يمكن ان يبرر فرض رقابة باسم حقوق المؤلف". وعليه اعتبرت المحكمة أن منع عرض "براءة المسلمين" ينتهك حرية التعبير التي ينص عليها التعديل الأول في الدستور الأميركي. وأعربت شركة غوغل عن سعادتها بالحكم الأخير، مؤكدة أنّ الحكم السابق كان بمثابة سوء تطبيق لقانون حقوق النشر. لكن الشركة لم تتخذ قرارا بعد بشأن إعادة وضع الفيلم على يوتيوب. وفي الفيلم، الذي جاء كمقدمة اعلانية، تتساءل الممثلة جارسيا ما اذا كان النبي محمد شخصا مستغلا جنسيا للأطفال. وأثار الفيلم استنكارا شديدا لدى المسلمين في كل أنحاء العالم كما أدى إلى صدور فتوى من رجل دين مصري بقتل كل المشاركين فيه. وقالت سيندي لي إنها تلقت تهديدات بالقتل بعد أن خُدعت واستدرجت للظهور في الفيلم.