كتب أحمد الصاوي في منتدى فكرة عن عوائق تشكيل قوة عربية مشتركة في تقرير عن استقبل المواطنون العرب أخبار تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة. كانت هذه القوة حلماً قومياً في مرحلة ما، خصوصاً مع ارتباط الدول العربية باتفاقية الدفاع العربي المشترك التي تم توقيعها في العام 1951، ولكن لم يتم تفعيلها أبداً. وكانت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتكوين قوى عربية موحدة في مؤتمر القمة العربية مارس الماضي بمثابة عودة الأمل في توحد العرب وفرحة لشعوب العالم العربي خصوصًا بسبب الأزمات التي تشهدها المنطقة وليس لأسباب قومية. ولكن هذا الدعوة قابلتها عوائق أهمها أن الأمن الإقليمي يعاني حالياً من حالة انكشاف كبرى، جزء منها يرجع لضعف الجيوش العربية في مواجهة الإرهاب، إضافة إلى انهيار بعض الأنظمة أو انخراطها في صراعات على السلطة. هذا الواقع فتح المجال لتوسع الإرهاب في المنطقة وكسبه الأرض لفرض مشروعه في العالم العربي. وتتعرض المنطقة العربية لتوسع الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر، إلى جانب التوترات الكبرى في اليمن، والعمليات التي تضرب مساجد الشيعة في السعودية. فهل يحتاج العرب لبناء قوة مشتركة خبيرة بمهارات التدخل السريع، لأنه سؤال من المفترض أن يسبقه سؤال آخر: ما الذي يحتاج العرب لبناءه، قبل القوة المشتركة وأوضح الصاوي لمحة سريعة عن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط سوف تبيّن لنا أن الدول العربية تفتقر إلى موقف موحد تجاه الأزمات التي تعصف بالمنطقة، علماً أنه لا يوجد لديها أولويات وأعداء مشتركة. فالسعودية منشغلة باليمن، ومصر مشغولة بحربها في سيناء، ضد المتشددين الإسلاميين، وبالفوضى في ليبيا. كما أن العراق منكفئ على أزمته الداخلية مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام،" والجزائر رافضة للتدخل العسكري في دول أخرى، ومتبنية مبدأ الحل السياسي لأي أزمة. حتى الدول التي يمكن أن نعتبر أن لديها الحد الأدنى من الاتفاق والتحالف، وهي دول الخليج ومعها مصر، فمواقفها أيضاً متباينة من الأزمات. فالسعودية التي انخرطت في حرب ضد الحوثيين اليمنيين بتأييد إماراتي وبحريني، تواجه تحفظاً قطرياً في بعض الجوانب، وميلاً مصرياً للحل السياسي، وحياداً من سلطنة عمان. وفي ليبيا، تتحمس مصر لضرورة التدخل ودعم حكومة طبرق وجيشها بالتوازي مع أي حوار سياسي، وتدعمها الإمارات، وسط تحفظ سعودي، ورفض قطري وصل إلى اعتبار القصف المصري لمواقع ليبية بأنه اعتداء على المدنيين. بالنظر إلى سوريا، نجد هذا التباين أكثر وضوحاً. فمصر، ومنذ انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً لها، تتخذ موقفاً يحفز على البحث عن حلول سياسية يكون بشار الأسد ونظامه جزءاً منها، بينما تعتبر دول الخليج أن الأسد هو المشكلة وليس الحل، وتمارس دعماً لوجيستياً وعسكرياً لهزيمته. التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام،" يواجه ذات التباين العربي في المواقف، بين دول مشاركة عسكرياً، ودول تكتفي بالدعم السياسي واللوجيستي، ودول تعتبر أن الحرب في العراق ليست أولوية. وهناك تباين حتى فيما يتعلق بالتنظيمات الجهادية والإسلامية. فما تعتبره السعودية ومصر والإمارات إرهابياً، لا تراه قطر كذلك، وما تراه مصر والإمارات إرهابياً لا تراه السعودية وقطر كذلك و"مجموعات فجر ليبيا" نموذجاً. هناك أسئلة كثيرة ومقلقة حول القوة المشتركة، عن تعدادها وتدريبها وتسليحها ومقارها وقيادتها، وآليات عملها. فكيف للدول المشاركة في هذه القوة أن تحدد المخاطر وتتخذ مواقف موحدة منها وهي قد أهملت بناء الموقف السياسي؟ من أجل نجاح القوة العربية المشتركة، على الدول العربية أن تتفق أولاً على سؤال أساسي: ما هو الإرهاب بالتحديد؟