الرياض - أمام الدول العربية (مجتمعة) فرصة جديدة هذا اليوم لتأكيد مدى جديتها في مواجهة التهديدات الإيرانية وغير الإيرانية التي تستهدف أمنها وسلامتها واستقرارها وحياة شعوبها فمن خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم.. لاسترداد الكرامة العربية التي أهدرها التراخي.. وأجهز عليها الانقسام.. والتشتت.. وأصابها في العمق.. تواطؤ البعض مع دول في الإقليم.. ودول أخرى من خارج هذا الإقليم.. فعندما ننظر في الواقع العربي.. فإننا نشعر بكثير من الخجل وربما المرارة والخزي في آن معاً..
فمن يحكم سورية الآن.. ليس هو الأسد بكل تأكيد.. وإنما هي إيران وصنيعتها حزب الله.. ومن ورائهم الروس.. ومن يتعدى على السيادة العراقية.. بأكثر من صورة.. ويتدخل في الشؤون العراقية هم الإيرانيون الذين يحاولون الاصطفاف وراء بعض الجماعات المرتبطة بهم مذهبياً.. للتأسيس لمستقبل غامض في بلد أسلمه رئيس الوزراء السابق (نوري المالكي) لحالة من التمزق فأوشك على الانهيار.. وسمح للمنظمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش أن تستولي على عدد من محافظاته.. وأهمها محافظة الموصل الغارقة في الظلام حتى الآن.. ومن يتابع الوضع المأساوي في اليمن وما تسبب فيه دعم إيران لجماعة الحوثي وصالح لقتل اليمنيين وتدمير بلادهم لا يملك إلا أن يشعر بالعار لما يجري فيه.. وكان يتجه إليه..
ورغم ذلك..رغم هذه الحقائق الماثلة أمام العيان.. إلا أن بعض دولنا العربية لم تخجل من نفسها حين استكثرت حتى مجرد استنكار الجريمة الإيرانية الأخيرة ضد قنصلية المملكة في مشهد وسفارتها في طهران.. ومع ذلك فإننا نتحدث بملء الفم عن تأسيس قوة عربية مشتركة.. وننادي بقيام تحالفات عضوية وبنوية للحفاظ على دولنا وأمن شعوبنا.. ونتشدق بترديد بعض المصطلحات القومية.. وندعي الوقوف أمام إسرائيل ونتصنَّع المواجهة لها.. والمطالبة بتحرير الأراضي المحتلة في فلسطين.. كل ذلك يحدث.. فيما دولنا العربية تتعرض للتهديد صباح.. مساء وللمؤامرات من قبل أكثر من طرف.. وطامع.. ومتآمر..
فماذا عسانا فاعلون اليوم..؟
وبأي لغة سيتحدث "الخائفون" و"المرتجفون" و"المتأرجحون"؟! وكيف نستطيع أن نضع حداً للأخطار التي تتهددنا جميعاً.. ولن تستثني أحداً بأي حال من الأحوال إذا نحن لم نقف ضد عمل جرمته الدول والمنظمات الدولية.. واتفقت على تحميل مسؤوليته على إيران وفقاً للمعاهدات الدولية المعتبرة. إن اجتماع اليوم.. إذا لم يخرج فيه وزراء الخارجية العرب بموقف موحد.. وحازم.. وقوي من إيران بتجاوز الصيغ المطاطة.. والعبارات الإنشائية.. فإن على امتنا أن تبشر بالمزيد من التهديدات التي لن تجعل أحداً فينا ينام بعد اليوم هانئاً في بيته.. أو مطمئناً إلى سلامة وطنه.. لا سمح الله..وعندها فإن من حق الشعوب أن تقول كلمتها وأن تدافع عن حياتها.. وتصون مستقبل أوطانها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ضمير مستتر:من يُطأطئ رأسه مرة.. فإنه سوف يقبل بإهانته في كل مرة.. وباستباحة دمه.. وعرضه.. ووجوده بكل تأكيد..