وصل ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا الأربعاء، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. في زيارة مهمة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية. الزيارة التي بقيت في إطار من السرية حتى قبل ساعات قليلة من مغادرة الأمير للمملكة، تمت في أعقاب سلسلة من الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة بين الرئيس بوتين ووالد الأمير، الملك سلمان. ففي ابريل ، تحدث الإثنان هاتفياً، وفي مايو، التقى مبعوث روسي خاص مع العاهل السعودي قبل يوم واحد من تقديم السفير السعودي الجديد أوراق اعتماده في موسكو. وبحسب معهد واشنطن تحدث السفير السعودي الأسبوع الماضي عن، روابط تاريخية عميقة الجذور وتطور دائم للعلاقات بين البلدين. ووصف البيان الرسمي للديوان الملكي السعودي زيارة ولي ولي العهد بأنها فرصة لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين. ورجح سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن أن يتضمن جدول الأعمال موضوع النفط، وهو القطاع الذي أصبح فيه الأمير صانع القرار الرئيسي، لاسيما وأنّ عزم السعودية الحفاظ على حصتها في السوق حتى على حساب انخفاض الإيرادات، شكّل ضربة قوية لروسيا. وأشار هندرسون أنّ الرئيس بوتين سيرغب في توسيع الخلافات بين الرياض وواشنطن بصورة أكثر على أساس الحكمة المستمدة من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. ولفت مدير برنامج الخليج في واشنطن أنّ العلاقات الثنائية بين البلدين كانت محرجة، فوالد الملك سلمان، الملك عبد العزيز، كان يمقت الشيوعيين الملحدين وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي في عام 1938. ولم تعاد تلك العلاقات مع موسكو حتى عام 1992 - في أعقاب هزيمة "الجيش الأحمر" في أفغانستان والانهيار اللاحق للاتحاد السوفييتي. وفي عهد الملك الراحل عبدالله، كانت العلاقات شائكة بسبب دعم موسكو لنظام بشار الأسد في سوريا، وزار رئيس الاستخبارات السعودي السابق الأمير بندر بن سلطان روسيا مرتين على الأقل لكنه فشل في تغيير سياسة بوتين حول دعم دمشق. ونظراً للبروز المتزايد للأمير محمد بن سلمان في المملكة وقربه الواضح من والده - الذي يبدو أنه يستعين به كمبعوث خاص بالإضافة إلى مسؤولياته الأخرى - فإن إمكانية تطوير العلاقات السعودية -الروسية بصورة كبيرة تبدو أكثر ترجيحاً. وفي أعقاب الاجتماع الأخير الذي عُقد في كامب ديفيد، وصف الرئيس أوباما وزير الدفاع السعودي بأن "حكمة محمد بن سلمان تفوق سنه". إن وجهة النظر القائمة في واشنطن هي أن العلاقات الثنائية متينة بسبب قرب الإدارة الأمريكية من ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير الخارجية الجديد عادل الجبير، الذي شغل سابقاً منصب سفير بلاده في الولايات المتحدة.