مع صدور هذا العدد من «الحياة» صباح الإثنين نكون قد عرفنا مصير البرازيل في نهائيات أمم أميركا الجنوبية المشهورة بكوبا أميركا بعدما بات مصيرها على كف عفريت والسبب نيمار الذي بات وحده فقط (ثيرموميتر أو مؤشر) البرازيل سلباً أم إيجاباً. فكما حدث في كأس العالم التي استضافتها البرازيل وخرجت منها بأكبر سقطة كروية في تاريخها استحت حتى الدول طرية العود من السقوط بمثلها، بل كادت الجزائر أن تلقن الألمان والبرازيليين درساً في القتالية والإيمان بالنفس والبطولة الجماعية للفريق، وهو ما فعلته الجزائر في إسبانيا عام 1982 يوم هزمت ألمانيا، أقول كما حدث في البرازيل وخروج نيمار مصاباً على يد الكولومبيين فأصاب بلاده ومنتخبه في مقتل، خرج أيضاً نيمار من هذه البطولة وأمام الكولومبيين ولكن هذه المرة مطروداً بالحمراء بعدما أساء لنفسه وتاريخه وبلاده وعوقب مباراتين ثم تم تقليص العقوبة لمباراة إلى أن جاء اتحاد أميركا الجنوبية وعاقبه أربع مباريات كانت كافية لإنهاء مسيرته في البطولة، وعندما سألوا مدربه دونغا هل يريد نيمار في المعسكر أم أنه سيتركه يرحل قال: «القرار قراره فأنا أريد رجالاً لا أطفالاً»؟ شخصياً أحب الكرة البرازيلية وأعشقها وتحديداً منذ أيام بيليه وجيرزينيو وتوستاو وريفيلينو وكارلوس آلبرتو حين توجوا أبطالاً للعالم عام 1970 في المكسيك بقيادة الداهية زاغالو، وحملت كأس جول ريميه للأبد بنجمتها الثالثة في كؤوس العالم، ويومها تم بث النهائيات للمرة الأولى على الهواء، وكنت يومها طفلاً ومن وقتها أحببت البرازيل ولا زلت، ولكن شتان ما بين برازيل زمان وبرازيل هذه الأيام. فلم نتعود أبداً أن تعتمد البرازيل على لاعب واحد لا في عهد بيليه ولا في عهد سقراط ولا في عهد رونالدو ولا في عهد رونالدينيو وبيبيتو وكاكا، لكنها الآن تتنفس من أقدام لاعب واحد هو نيمار والكل في البرازيل يعرفون ذلك. حتى شباب البرازيل خسروا نهائي كأس العالم للشباب أمام الصرب في الثواني الأخيرة ومازال البرازيليون من «جرف إلى دحديرة» ولكنهم هذه المرة في «دحديرة» كبيرة. فإلى متى؟