الرسالة نصها «أخي المسلم ساهم في نصرة وضيافة ومساعدة إخواننا وأشقائنا وأحبابنا الكويتيين بالمال وسائر المؤن» تلك الرسالة وضعت في المساجد عام 1990 في الرياض إبان غزو الكويت. هذه الرسالة وتحديداً في شهر رمضان تناقلها بعض الأحبة ممن تفوح منهم رائحة الوطنية الطيبة وشعورهم بالحاجة الماسة إلى تذكير أحبتنا بأهمية توافر المواطنة الحقيقية والولاء الفعلي لوطن يستحق منا الكثير. نرسل هذه الرسالة لكل مواطن شريف يشعر بالألم كلما لاحظ تدني لغة الحوار وهبوط مستوى الأدب إلى مستوى انعكاساته في غاية السوء. إن نعمة الآمان هبة من المولى عز شأنه وتحتاج إلى شكر فلا مال ولا جاه ولا منصب ولا أي مصلحة دنيوية تنفع أي منا لو تركنا المجال للبعض ممن أرخى العنان لحصان لسانه فيقذف هذا ويطعن ذاك، وآخرون يرددون ما قيل وما يذكر ويشتركون بالإثم وتحديداً في مواقع التواصل الاجتماعي. في رمضان.. ماذا نريد أخلاقياً؟، هو مقال تكتب حروفه من قلب مجرد من أي مصلحة أو حاجة دنيوية.. كل ما نود إيصاله لا يتجاوز التذكير بنعمة الأمن والأمان وأن يتحرك ولو مرة واحدة أحبتنا العقلاء الحكماء لضبط النفس البشرية التي أعيتنا إفرازاتها. من منا يسلم من الاتهام...؟ لا أحد إطلاقا. هنا أتذكر قول أحد رواد ديوانية «الشايب» حينما قال رجل كبير في السن «يا ولدي والله لو تقعد في بيتك وتعتزل العالم وكل ما فيه من قال وقيل لسددوا سهامهم تجاهك وأنت لم تتلفظ بحرف واحد»! هذا «الشايب» أطال الله بعمره وعمر والديكم وأمهاتكم وذويكم ومحبيكم وولي الأمر حفظه الله ورعاه يؤكد طبيعة البشر وعلاقة الإنسان بالسلوك السيئ الذي يحفزه الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه. نذكر بالتسامح والعدالة وتكافؤ الفرص وحسن إدارة شؤون مؤسساتنا العام منها والخاص والنقد المباح أمر محمود لا سيما وإن صلحت النوايا الإصلاحية التي يتغنى بها مسؤولونا. نذكر بهذا لأننا نعيش في بلد صغير ولا نستغل إلا مساحة صغيرة منه جغرافياً والوفرة المالية كبيرة... إذن لا عذر لنا في أي تقصير يلمسه المواطن والمقيم والمدخل إلى الإصلاح ذكرته في مقالات عدة وأكرره هنا.. إنه يبدأ من إصلاح طريقة اختيار القياديين لدينا واستبدال الهابط مستواه من القياديين الحاليين بقياديين على معرفة وإلمام بالفكر القيادي والتخطيط الإستراتيجي. نذكر... ونوجه النقد المباح وهذه سمة صحافتنا صحافة الرأي لعل وعسى أن نعي أهمية نعمة الأمن والآمان وتلبية حاجة المواطن والمقيم. ولنتذكر هنا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، وهذا يعني بما لا يدع مجالاً للشك أن الخطأ وارد بحكم طبيعتنا البشرية لكن يجب أن نتوب من الخطأ توبة نصوح، ومن يستمر في الخطأ عن عمد أو لغاية معينة هنا يجب على العقلاء والحكماء أن يتدخلوا لوقف الخطأ العمد كي لا يتأثر الطرف الذي تصيبه سهام الأخطاء المتعمدة. فلنحمد الله على نعمة الأمن والآمان ولنعود إلى رشدنا ونسمح للإصلاحيين بالتقدم إلى الأمام ليتولوا المناصب القيادية رأفة بالوطن والعباد... والله المستعان! جريدة الرأي الكويتية