2015-10-10 

كذبة يونيو؟

مصطفى الأغا

ما أعرفه أن الأول من نيسان (أبريل) هو اليوم العالمي «للكذب» ولو حتى من طريق المزاح، وبقية الـ364 يوماً في السنة هي أيام كذب ليس أبيض بل أسود للكثيرين في هذا العالم، ومنهم شيخ المراوغة والتفكير الثعلبي، وهنا أظلم الثعالب نفسها، فمن أتحدث عنه يعتقد أنه بإمكانه خداع سبعة بلايين آدمي سمعوه جهراً يوم 2 حزيران (يونيو) وهو يعلن للعالم أنه يستقيل من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد أربعة أيام فقط من انتخابه رئيساً لـ«فيفا» للمرة الخامسة على التوالي، وهو الجاثم على قلوب أهم كيان رياضي في العالم منذ العام 1998 ليصبح ثامن رئيس لأكبر إمبراطورية في الكرة الأرضية. بلاتر قال بالحرف في مؤتمره الصحافي وسط ذهول الملايين «أستقيل من رئاسة فيفا على رغم أنني أحب «فيفا» أكثر من أي شيء آخر، وقررت أن أدخل الانتخابات مرة أخرى لمصلحة كرة القدم فقط»، وأضاف: «سننظم مؤتمراً استثنائياً لانتخاب رئيس جديد، نحن في حاجة إلى وجود قيود على مدة الولايات (في الرئاسة)، قاتلت من أجل هذه التغييرات ولكن تم التصدي لجهودي». الكلام واضح، استقل وسننتخب رئيساً جديداً، ولكن بلاتر قال يوم (الجمعة) 26 يونيو بالحرف: «الحديث عن تقديم استقالتي من رئاسة الاتحاد الدولي غير صحيح، كل ما فعلته، هو أنني جعلت تفويضي متاحاً في اجتماع طارئ لعمومية فيفا، وسيحدد الأعضاء مصيري سواء بالاستمرار أم الرحيل». لا أعلم إذا كان بلاتر يعتقد أن العالم كله غبي وهو الذكي الوحيد، وأن العالم إما لا يقرأ أو لا يفهم ما يقرؤه، ولا تهمني رسالتي الدعم الآسيوية والأفريقية اللتان ترجوان بلاتر «بشكل أو بآخر» أن يبقى في منصبه بعد «الاستقالة المزعومة»، ولم ولن أفهم سبب كل هذا التشبث برجل بات في الـ80 من عمره، وهل توقفت الأرحام عن إنجاب رجال قادرين على قيادة «فيفا» أم أن الملفات التي يعرفها بلاتر لا تسمح نهائياً بأن يخلفه أي رجل آخر؟ والواضح أن الاستقالة لن تتم ما لم تظهر للعلن أمور كانت مختفية أو يتحدث أحد من المتهمين الذين يقبعون في السجون الأميركية أو أحد من «حلفاء وأصدقاء الأمس» وإن كنت أتوقع الآن أن بلاتر سيبقى في منصبه ولن يغادره بعد أن رتب أوراقه وتوازن من الهزة «التي لم نعرفها بعد» وكانت السبب في استقالته «المزعومة».

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه