روى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، ذات مرة في مجلسه العامر للحضور كيف أمره القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بالعودة إلى مناطق قبائل الماساى في شرق أفريقيا لحفر آبار لهم ومساعدتهم على تجاوز ظروفهم المعيشية الصعبة، حتى وإن كانوا مختلفين عنا عقيدة، قائلاً : لنجله العائد من تلك المناطق «اليس الذي خلقك هو خالقهم». درس من دروس فعل الخير للجميع دون استثناء من رجل مضى 11 عاماً على رحيله، ظل وسيظل متربعا قلوبنا، باقٍ في وجدان وقلوب الأجيال، وضع بنيان وقواعد الصرح الشامخ للإمارات، لتعتلي أعلى مراتب التقدير والاحترام في كل مكان، وتمضي بكل ثقة وأطمئنان نحو مستقبل أكثر ازدهاراً ورخاءً وإشراقاً واطمئناناً بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. جعل أبناء الإمارات وقيادتها الوفاء لزايد ونهج زايد ممارسة يومية يستحضرونها لتحقيق النجاح والوصول للغايات، وصون ما أرساه لهم من منجزات ومكتسبات، بالمضي في دروب الوفاء لزايد ونهج، ويبلغ ذروته في مثل هذا اليوم الذي جعلوا منه «يوم زايد للعمل الإنساني» تتعدد فيه المبادرات وتتنوع، لتصب جميعاً في ذات النبع الخيّر الذي أنبجس في هذه الأرض على يد زايد ومضى يروى المحتاجين في كل مكان. وهي مبادرات الوفاء لزايد الخير وروأه بأن تكون الإمارات دوماً منارة للخير وعنواناً للعطاء، عوناً وسنداً للشقيق والصديق. وقد حقق هذا النهج الخير للإمارات تبؤ صدارة العالم كأكثر الدول تقديماً للمساعدات. في بقاع شتى من كوكبنا الأرضي، تنتشر قوافل الخير تنطلق من هذه الأرض الطيبة، يزرعون الخير والأمل، وينتثرون الفرح في قلوب كسيرة تكالبت عليها الظروف والنوائب في مجتمعات عدة من عامنا العربي والإسلامي وغيرها من المجتمعات، التي سارع أبناء الإمارات لمد يد العون والوقوف إلى جانبها من دون تفرقة أو تمييز للون أو عرق أو معتقد، كما أوصاهم بذلك زايد الأب والمعلم والقائد الذي كان رحمه الله مدرسة في التسامح ونشر قيم التعايش. رحم الله زايد، وبارك لنا في خليفة وأخوانه، وحفظ الإمارات منارة للخير والعطاء.