كشفت ديبورا جيمس وزيرة القوات الجوية الأمريكية أن روسيا تمثل التهديد الأكبر للأمن القومي الأمريكي ، داعية الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في أوروبا حتى إن كان حلفاء الناتو يعانون صعوبات اقتصادية. وقالت جيمس في مقابلة مع رويترز بعد سلسلة زيارات إلي حلفاء للولايات المتحدة في أرجاء أوروبا بما في ذلك بولندا "أنا فعلا اعتبر روسيا أكبر تهديد." وأضافت جيمس في مقابلة مع رويترز أن واشنطن بتعزيز تواجدها في أوروبا ترد على التصرفات المستفزة والمثيرة للقلق النابعة من روسيا، بتعزيز وجودها في أرجاء اوروبا وانها ستواصل نشر أسراب من مقاتلات إف-16 في مهام بالتناوب. وأعربت الوزيرة عن خيبة أملها لأن أربعة فقط من أعضاء حلف الأطلسي الـ 28 نفذوا حتى الآن مطالب الحلف الخاصة بنفقات القطاع الدفاعي بحجم 2% من الناتج المحلي الإجمالي، مذكرة بأن "هذا ما وافق كل أعضاء الناتو على تنفيذه". وأكدت أنه نظرا إلى الوضع المتوتر الحالي، تستمر القوات الجوية الأمريكية بالعمل على تقليص الاعتماد على توريدات روسيا من محركات الصواريخ "إير د-180" المستخدمة لإطلاق الأقمار العسكرية والاستخبارية. واعترفت الوزيرة الأميركية بالتحديات الصعبة التي تواجهها اوروبا بشان الاقتصاد والهجرة في الوقت الراهن إلا أنها شددت على ضرورة أنّ يكون التحالف العسكري والتعهدات المرتبطة به، أولوية واضحة. وأكدت جيمس أن سلاح الجو الامريكي يواصل مسعاه لتقليل اعتماد الولايات المتحدة على المحركات الصاروخية الروسية آر دي-180 لعمليات اطلاق الاقمار الصناعية للأغراض العسكرية والتجسس. وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات بين واشنطن وموسكو شهدت مراحل عديدة من التوتر تخللتها محاولات لتخفيف الحدة السياسية بينهما. وبحسب روسيا اليوم عرفت العلاقات الروسية – الأمريكية مراحل مختلفة من التوتر، فبعد انتهاء الحرب الأيديولوجية بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، تشكلت مراحل جديدة من الشد والجذب بين القطبين الروسي والأمريكي، تلتها حرب القوقاز واستقلال كوسوفو وتجارب روسيا الناجحة للصواريخ العابرة للقارات. وفي عام 2009 عقدت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون اجتماعا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مقدمة له هدية تمثل زر إعادة تشغيل العلاقات التي وصلت لأسوأ مراحلها زمن جورج بوش الابن، لكن ذلك الزر لم ينتج سوى جهد ضغطه من كلا الطرفين. وفي عام 2010 وقع رئيسا البلدين معاهدة للتقليص من الأسلحة النووية بنسبة 30% لتشتعل في العام نفسه ما سميت بحرب الجواسيس إذ كشفت أجهزة الأمن الروسية عن شبكة من عملاء واشنطن وتم ترحيلهم، وردت واشنطن بالقبض على ما قالت إنهم جواسيس روس، وقد قوبل سعي واشنطن للاستئثار بالساحة الدولية، بسياسة روسية رادعة. وصبت أحداث ليبيا الزيت على النار بينهما، إذ استغلت واشنطن ومن خلفها عواصم غريبة تحفظ روسيا على قرار مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي فوق ليبيا ليتم تدمير البلد بحجة حماية المدنيين وهو ما عارضته روسيا واعتبرته التفافا على القرار. وفي سوريا ظهرت حدة العداء بين الطرفين فروسيا تدعم الحكومة السورية وتصر واشنطن بألا مكان للأسد في مستقبل سوريا، وشكلت إيران أيضا بملفها النووي خط تماس بين روسيا والغرب. وكشفت الحرب في أوكرانيا والاصطفافات المتناقضة بين موال للغرب وداع إلى التمسك بروسيا حليفا استراتيجيا وتاريخيا، عمق الهوة بين موسكو وواشنطن التي لم تستوعب الخطوة الروسية بعودة القرم والتي كان من المخطط أن تكون القاعدة الأساسية والأقرب لصواريخ الناتو، وتطويق روسيا بالدرع وهو ما تعتبره موسكو تهديدا مباشرا لأمنها القومي. كل ذلك عجل باحتدام المواجهة على مستويات مختلفة، ففرضت واشنطن عقوبات اقتصادية ردت عليها روسيا بخطوات مماثلة.