2015-10-10 

الجبهة الجنوبية تقضي على خطة الأسد في سوريا

من بيروت، مريم حسين

يزداد النظام السوري ضعفًا من الناحية العسكرية في مواجهة صعود تنظيم داعش، وجيش الفتح، إضافة إلى المكاسب التي حقّقها تحالف المعارضة المعتدلة في الجنوب والمعروف باسم الجبهة الجنوبية. الإنهاك الذي يعاني منه النظام يعني أنه لم يَعُد قادرًا على محاربة كل تلك الجماعات بصورة مباشرة، بدلاً من ذلك، بدأ باستخدام تنظيم داعش بصورة غير مباشرة لمحاربتها من خلال عدم الوقوف في طريق تقدّم التنظيم في مناطق سيطرة الجماعات المعارضة. وبحسب مركز كارينغي تهدف الاستراتيجية الجديدة التي يتّبعها النظام إلى السماح لتنظيم داعش بالتفوّق على المعارضة المعتدلة والجماعات الإسلامية الأخرى. ويبدو أن تقدير الرئيس السوري بشار الأسد هو أنه إذا كان الطرفان الفاعلان الوحيدان الباقيان على الأرض في الصراع هما داعش والنظام، فعندئذ يمكنه القول أن الخيارات المتاحة في سورية هي إما التنظيم أو نظامه، ويتوسّل إلى المجتمع الدولي على ذلك الأساس. وتؤكد لينا الخطيب مديرة مركز كارينغي للشرق الأوسط أنّه لا يزال ممكناً الوصول إلى طريق ثالثة لمستقبل سورية إذا ما تم تمكين الجبهة الجنوبية، تحالف المعارضة المعتدل الوحيد المتبقّي في سورية. وأوضحت الخطيب أنّ الجبهة الجنوبية تتكون من كتائب الجيش السوري الحر التي تنبذ التطرّف ولا تقبل إلا المعتدلين في صفوفها، وحقّقت الجبهة مكاسب كبيرة في محافظة درعا الجنوبية بفضل قدراتها العسكرية أساساً، وبدعمٍ من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحلفائها في المنطقة، وبفضل قدرتها على التواصل الاجتماعي من خلال العمل في شكل وثيق مع المجالس المحلية المدنية في المنطقة. تضافر الإنجازات العسكرية وثقة المواطنين أدّيا إلى زيادة شرعية الجبهة بين السوريين في درعا. تُبيّن مديرة مركز كارينغي أنّ الجبهة الجنوبية أساسيةً في سياق الصراع السوري، ليس بسبب شرعيتها ورفضها للتطرّف وحسب، بل أيضاً لأن المنطقة التي تسيطر على معظمها لا تبعد من دمشق سوى 100 كيلومتر، فالجهة التي يمكنها أن تسيطر على دمشق في وسعها أن تُحدِّد المسار المستقبلي للصراع في سورية، رغم أن السيطرة على العاصمة ليست مهمة سهلة. ولذا، يضع النظام و جيش الفتح و الجبهة الجنوبية جميعاً السيطرة على دمشق نصب أعينهم. وتشير الخطيب إلى أنّ النظام حاول وقف تقدّم الجبهة الجنوبية في المنطقة، أولاً من خلال قتالها مباشرة، ومن ثمّ من طريق نشر ميليشيا قوات الدفاع الوطني و حزب الله في مواجهتها. وتضيف أنّه مع انخفاض عدد الجيش السوري إلى النصف فقط، وتكبّد حزب الله آلاف القتلى في معاركه في سورية والعراق، لجأ النظام إلى تسهيل وصول تنظيم داعش إلى الجنوب ليهاجم الجبهة الجنوبية في المنطقة. ومع الهزائم التي مني بها الأسد، بدأ بالتخلّي عن كثير من المدن، وبات يركّز على الاحتفاظ بالمناطق الأساسية للنظام، وعلى رأسها الساحل في الغرب ودمشق. وبالتالي، يتيح ذلك لتنظيم داعش محاولة توسيع وجوده الجغرافي في سورية في المناطق التي يتخلّى عنها النظام، وكلما ازداد التنظيم قوة، أصبح التهديد الذي يشكّله على "الجبهة الجنوبية" أكبر.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه