2015-10-10 

مفهوم الولاء المؤسسي !

تركي العازمي

قبل سنوات عدة سألت زميلاً مخضرماً «أو هكذا كنت أظنه» لوجوده في الساحة الإعلامية بكثافة وهو من يسبق اسمه حرف الدال... دكتور: ماذا يعني الولاء المؤسسي؟، وهل الطاعة العمياء لقيادي المؤسسة التي تعمل بها أولى من الاعتراض على قراراته الخاطئة؟ إجابته كانت محل استغراب، وبعدها أفضل أن أبقى بو عبدالله دون أن يناديني أحد بدكتور! يقول هذا المخضرم ظاهرياً إن الولاء المؤسسي يعني إن طاعة القيادي مهمة جداً وإن كانت قراراته خاطئة. بالله عليكم هل هذا الرأي معقول ومقبول من كثير من هذه النوعية من الدكاترة.... تحدثت مع بروفيسور ديفيد من جامعة ليفربول بعدها وكانت له وجهة نظر جعلتني «أسحب الدال» من هذا الدكتور ومن هم على شاكلته. يقول بروفيسور ديفيد: «غريب هذا القول وأظن القائل (يقصد صاحبنا) إنه لم يقرأ لمنتزبرج وجوسلنج وقوفي جونز وغيرهم من الكتاب المميزين... أعطه نسخ من مقالاتهم المشهورة لعلك تصلح مفاهيمه الخاطئة»! وفي عام 2013 قابلت الدكتور الكويتي وحاولت الدخول معه في نقاش حول هذا المبدأ الخطأ وقوبلت بإصرار منه على رأيه السابق، قصرفت نظر عن فكرة البروفيسور ديفيد. في العمل المؤسسي الذي تعتمد عليه المؤسسة على صون سمعتها وإنتاجيتها واستمرارية العمل الناجح المبني على تحفيز العاملين خصوصاً في المؤسسات الربحية الخدماتية فإن القيادي يهتم جداً في إحاطة قراراته برأي الخبراء لديه للخروج بقرارات جيدة! طبعا على مستوى الثقافة القيادية الكويتية٬ لا نريد منهم أن ينزلوا إلى مستوى بعض القياديين المشهورين من أمثال روبرتو الرئيس التنفيذي السابق لشركة كوكا كولا الذي قام بنقلة نوعية للشركة ولا جيرستنر الرئيس السابق لـ «أي بي أم» صاحب الإيميل المؤثر ولا برانسون رئيس فيرجن ولا جاك ويلش رئيس جي إي ولا غيرهم. نحن نريد منهم فهم العمل الاستراتيجي وأهمية الرؤية لدي القيادي وأن يحرصوا على تقبل النقد البناء. هؤلاء النخبة ممن صنعوا التاريخ... رحلوا عن مناصبهم ومازالت أعمالهم الاستراتيجية المؤثرة وتواضعهم باقية بين كل موظف عامل في تلك المؤسسات. الكثير من قياديينا يعتقدون أن العاملين معهم مطلوب أن يستمعوا إليهم وينفذوا و«مو شرط» يكونوا طرفاً في الاستراتيجية التي هو بصدد عملها. في الغالب يأتي بعض القياديين بتابعين على أساس الولاء أو لمعرفتهم بهم على المستوى الشخصي يعني أن مستوى الارتياح هو الأهم ومن يخالفهم يراجع صندوق المسرحين... ولا سؤال يطرح بعدئذ عن سبب خروجهم! لذلك٬ أعتقد بأن أحبتنا من قياديين مميزين بحاجة إلى فهم أسس الولاء المؤسسي، وأن اختيارهم للكفاءات مهم جدا قبل أي معيار آخر ناهيك عن عوامل مهمة كالمعرفة والرشد والنزاهة. أما القياديون من محبي ترديد التابعين لهم عبارة «تمام يا فندم» فهم بحاجة إلى تغيير فوري هذا إن كنا بالفعل ننشد الإصلاح. إنني على يقين بأن هناك قياديين من الكفاءات، وهذا ردي على من يعتقد خطأ إنني أظن بأنه لا يوجد كفاءات. إذاً؛ العمل المؤسسي يحتاج رؤية ثاقبة تترجم في استراتيجية يشارك بها الجميع وأن يكون القيادي قدوة للجميع ويتقبل النقد البناء بكل أريحية وإن لم يحصل فكان الله في عون مؤسساتنا العام منها والخاص.. والله المستعان ! جريدة الرأي

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه