لنتخيل اليوم أن نظام بشار الدكتاتوري سقط- وهذا متوقع بإذن الله عما قريب- حيث تدور عليه الدوائر والخناق بدأ يضيق عليه بشكل كبير . وبات هذا السقوط يوما منتظرا بأذن الله قريبا. ستستلم السلطة من بعده حكومة جديدة ستكون أمامها مهمة عسيرة لأن ماخلفته الحرب كبيرا ويحتاج الكثير من الجهد . ليس هذا ما أود الحديث عنه فالموضوع الرئيس الذي أنا بصدده اليوم هو ( ماهو السيناريو الذي ستكون عليه الامور بعد سقوط بشار واستتباب الأمن في سوريا تحت قيادة موحدة ؟؟! ) ماهو مصير داعش أين سيذهبون ؟؟!! تقول الاحصائيات شبه المؤكدة أن هناك 5000 سعودي ضمن هذا التنظيم وأنهم يشكلون 65 في المائة من أفراده . حتى وأن كان هناك من يقول بأن هذه الاعداد غير صحيحة وأن النسبة عالية ومبالغ فيها فالمؤكد أن هناك عدد غير قليل من ابنائنا ضمن هذا التنظيم ما يعني أنهم أما سيفنون جميعا في ميدان القتال وهذا أحتمال بعيد وغير منطقي أو أنهم سيعودون إلينا، ومن هنا ستبدأ مشكلتنا معهم، فالوطن دوما حضن كبير، الأرض أم رؤوم عمليا ومنطقيا لذا فأننا لنؤمل حقا أن تكون التوبة صادقة والعودة لحضن الوطن عودة نادم لكن الأفعى تجعلنا دوما مملوئين بالمخاوف حتى بعد أن نخلع أسنانها حيث قد تنبت لها أسنان جديدة، والتجارب السابقة أثبتت أن خطر التنظيمات بعد الحروب قائم بل أن خطرهم الحقيقي يبدأ بعد أن تضع الحروب أوزارها وبعد أن يظهرون حسن النوايا قسم منهظ مرشح لأن يبطن الغدر. مايعزز نظرية العودة هو أن تولي داعش الحكم بعد سقوط بشار أمر مرفوض من كل دول العالم تقريبا وحدث غير منتظر، وهذا معناه إنتهاء المهام الحربية في سوريا وبالتالي عودة الكثير من هؤلاء إلى بلدانهم، وهذا سيضعنا أمام خيارات صعبة لأن كثير منهم سيعلنون التوبة ظاهريا كما فعل العائدون من القاعدة لكن النوايا لم تكن صادقة، وكانوا يضمرون عكس مايعلنون وسببوا لنا الكثير من المعاناة، وضربوا قلب الوطن الحبيب دون رحمة بخبث ومكر. واحتجنا للكثير من الوقت لكي يخفت صوت مكرهم ونقضي على خطرهم وأن لم يمت رأس الأفعى كما قال الملك عبدالله يرحمه الله، ومايزالون أشبه بخلايا نائمة قد تستيقظ مع عودة الداعشيون أو مع أنتهاء الحرب في سوريا حتى وان طال أمدها ؛هذا الواقع مزعج وهذا السيناريو يؤلم الغيور على وطنه وقد يراه البعض سيناريو غير محتمل رغم أنه وشيك الحدوث. قد يقول البعض أن الأوطان العظيمة تغفر لمن زلت بهم أقدامهم ويجد أبناؤها الصادقون إلى قلبها طريق رجعة وفي قلبها متسع لهم لكن علينا أن ندرك أنه عليها ان تستقبلهم بالحب والحزم معا لأن حبها حازم . هنا يلقي الماضي بظلاله علينا حيث التجارب غير مشجعة والخصم غادر والظرف قاس والمتربصين كثر، والمهمة القادمة تستدعي الكثير من الحرص واليقظة والالتفات، ويأتي الطرح الواعي لمشكلات المستقبل بشفافيه واستشراف المستقبل بوعي أحد أهم أسباب نجاحات الأمم. وليس هنا من شك أن المجتمعات التي تطرح مشكلاتها بوعي وشفافية ونضج وتتكاتف لمجابهة مستقبلها هي مجتمعات باقية لأنها تعرف كيف تدير مستقبلها وتخطط له بهدوء وحلول المستقبل المخطط له عندها مرحب به لأنه لن يفاجئنا بما يحمله إلينا مهما كان حجم مافي جعبته
قدم لهؤلاء الفئة كل الامكانات حتى انهم وجدوا فرص عمل واستقرار مادي ومعنوي اكثر من المواطنين الاوفياء ورغم ذلك غدروا بوطنهم وكان فسادهم اكثر من ذي قبل. فالحل لهم التاهيل لا يكون على الدولة فقط يكون من الأسرة والمجتمع ومحاسبتهم بحزم