هكذا دائماً ما تتعالى أصوات النسوة في الخليج ،، ليس النسوة فقط بل حتى الكثير من الرجال أيضاً ، اجيال وأجيال تربت على ثقافة الحسد ، فالعين حبيبي المسلم حاضرة لتلتهم فرحتك .. فلا تفرح بعمق فيسمع جارك جلجلة ضحاتك ، فالنظرة حق ، لا تظهر النعمة وأسترها فنفوس البشر لا ترحم ، حاذر ، انتبهه ، السوء ولا غير السوء قادم ، لا خير في الدنيا والناس أنفسها مريضة والحسد مذكور بالقرآن لا تنكري فتكفري ، و و و و ... من أين أتينا بكل هذا الكم من السوداوية والنكدية في التفكير حتى عشعشت في عقولنا عناكب السلبية وأنماط بائسة صنعت أُوناس يكرهون كل شي وأي شي .. مستعده نفسيا ومهيأه لتمرض و تصاب بالمصائب !!! تتجمل إحداهن لحضور مناسبة ليلا ، لتصبح باليوم الثاني وجهها ممتلئ بالبثور او تجد شعرها يتساقط ، وقد يقع عليها شيئ يحرق فستانها الجميل ، او يتقطّع لأي سبب ، يشترى الشاب سيارة جديده فارهه او حتى عاديه ولا يرتاح هو وعائلته حتى " تدشدش السيارة " في حادث فتأخذ الشر !! وهكذا هو الشر دائماً متربصا بنا !! ينتظر ليفتك بفرحتنا و إنجازاتنا وعيالنا و مالنا وكل ما يسعدنا !!! لحظة ، لحظة .. تمهلوا قليلا ؟!! ألا يمكن ان تكون مقولة " لو ما الحسد ما مات أحد " عكسية ؟؟! ألا يمكن جدا ان تكون الأحاديث على شاكلة " ثلثي قبور أهل أمّتى من العين " ليست حقيقة كما شرحها الراوة لنا ؟ وليست كما تناقلها بعض المشايخ فأضلونا ولم يسعوا جهدا ليحيطونا بالجهل والجهالة ؟؟ سوف احاول ان أُصفّي نيتي و أقول أنهم لا "يعلمون " ولم يكن "" إرشادهم/ إضلالهم " لنا عن قصد و تعمد !!! اليس عقلي لا تسيرةُ سوى أفكاري ، و أفكاري هي كوكتيل مما قد قيل لي وعلمني والداي وبقية اهلي وعشيرتي ، فهم قالوا لي ما قد قيل لهم من آبائهم وأجدادهم وهكذا ، ومن حقي الفطري ان انتقي الأفكار التي تُبني عليها حزمة ردود افعالي وسلوكي ومشاعري ؟ أليس من حقي ان انتقي النقي منها واترك ما يزعجني ؟ او ما قد يقيدني منها ؟! وإذا كنت املك هذا الحق في قبول ورفض اي فكرة فمن حقي أيضاً تفنيدها و غربلتها ، ليس فقط من التراث والموروث فحسب بل وايضاً من النصوص الدينية و أقاويل المشايخ الذي ملؤا الدنيا ضجيجا وصراخا و بخورا لينقذونا من العين والنظرة !!! توقفوا معي قليلا..، لماذا لا يكون الحسد كطاقة سلبية شريرة و مدمرة هي من تفتك بصاحبها ؟!! لماذا لا نخبر الناس والبشر انك بحال ما تمنيت زوال نعمة أخيك انك بذلك تدمر نفسك وتجلب لها الهلاك.. وقياسا على ذلك يكون ثلثي اهل القبور ماتوا وهم حاسدين لاااا محسودين !! وإننا عندما نعوذ بخالقنا من شرور هؤلاء لاخشية أن يؤذونا بقوتهم ، بل نسأله ان ينقذ ارواحنا ان تنزلق لمدارك المهالك ونعوذ بحصنة من ضعف نفوسنا وشهواتها وغيّها فنصبح كؤلئك الذين سخطوا وغضبوا فكرهوا وحسدوا ، حتى ما يلبث غول الحسد ان يفترسهم ويفتك بهم وبأرواحهم و أجسادهم ولا يتركهم الا جثة هامدة تبتلعها المقابر... هذه دعوة لتصحيح بعض المفاهيم و لنعلّم أولادنا القيمة والفضيلة ، لا لنُعطي الحاسدين بطولة وقدرة وهم ابعد ما يكونون عنها ، فهم يمثلون النفس البشرية بأضعف وأدنى مراتبها ..وأما ما يصيب المحسود من مرض وحوادث و كوارث فليس الا انعكاس لنمط تفكير سلبي وهزال فكري وعقلي ، آمن بقدرة الحاسد على ايذائة وسلم إرادته للعين والنظرة فأصبح كالمغناطيس يجذب الحظ العاثر أينما حل . ومرة أخرى سأكمل فنجان قهوتي وانا اتصفح مجلة "فوغ" الشهيرة لأشاهد صور الفنانات وبعض الأميرات في اوربا وهن مطمئنات ، راضيات بإظهار نعم الله ، يبدين الإمتنان بكل ما يملكن ، سعيدات بتصوير موالديهن وعيالهم ولا يخشين ذوات العيون الخضراء والزقاء .. سأنظر لتلك الصور وسأكون سعيده جدا لهن.. د. ندى ضيف براغ / جمهورية التشيك
قانوني في الحياة اني اعيش ع نيتي والله خير حافظ
قانوني في الحياة اني اعيش ع نيتي والله خير حافظ
مقال رائع لكاتبة مبدعة