2015-10-10 

غوانتانامو فصول من الظلام

يقع معتقل غوانتانامو في أقصى جنوب شرق كوبا على بعد 400 ميل من الولايات المتحدة الإمريكية، وعلى مساحة 4000م2 ويعتبر المعتقل سلطة مطلقة . قامت كوبا في عهد الرئيس طوماس بتأجير الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة جوانتانامو عام 1903 مقابل 2000 دولار . وفي عام 2001 تم افتتاح معتقل غوانتانامو رسميا في عهد الرئيس السابق بوش بعد أحداث 11 من سبتمبر وأنشأت محاكم عسكرية استثنائية لمحاكمة من وصفهم " بالمقاتلين الأعداء. وتعهد الرئيس الأمريكي الحالي بإغلاق معتقل غوانتانامو منذ السنة الأولى لفترته الرئاسية الأولى عام 2008م ولكن هذا لم يحدث إلى الآن . وتوفي في معتقل جوانتانامو حتى الآن 9 أشخاص في زنازينهم . يوجد في غوانتانامو حاليا 149 سجينا من أصل779 ومن أشهر المعتقلين إلى الآن خالد الشيخ محمد الذي اعترف بأنه خطط لهجمات 11 سبتمبر 2001، بالإضافة إلى أربعة آخرين يشتبه بتورطهم في تلك الهجمات. يضاف إليهم السعودي عبد الرحيم الناشري المتهم بشن هجمات تستهدف المصالح الأمريكية في اليمن. أعيد أكثر من 600 معتقل إلى بلدانهم أو نقلوا إلى بلدان أخرى. وأطلق سراح 78 دون أي اتهامات. ولم يمثل أمام محكمة فدرالية سوى أحمد الجيلاني من تنزانيا والمحكوم بالسجن مدى الحياة، لدوره في الهجمات التي استهدفت السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا يأتي المعتقلون الآخرون من 19 دولة، وأكثر من نصفهم من اليمن. وبالإجمال يضم غوانتانامو 87 يمنيا و12 أفغانيا و11 سعوديا بالإضافة إلى آخرين من مصر وباكستان وموريتانيا وروسيا ودول أخرى ويروي السجين الموريتاني محمد و ولد صلاحي في مذكراته يوميات رحلة حول العالم من التعذيب والاهانات بدأت في بلده موريتانيا، قبل أكثر من 13 عاما، مرورا بأفغانستان والأردن، قبل أن ينتهي به المطاف في معتقل غوانتانامو الذي وصل إليه في أغسطس 2002 ، ليصبح منذ ذلك الحين السجين رقم 760. . وكتب ولد صلاحي هذه المذكرات التي جاءت في 466 صفحة محررة بخط يده، باللغة الإنجليزية في زنزانته الانفرادية عام 2005، حيث كانت البداية عبارة عن رسائل يبعث بها السجين إلى محاميه الذين نجحوا بعد سبع سنوات من الصراع القضائي في نزع طابع السرية عن هذه الرسائل. ويسرد ولد صلاحي في مذكراته صنوف العذاب التي تعرض لها، بما في ذلك حرمانه من النوم وتهديده بالإعدام، كما يكشف الغموض الذي يلف معتقل غوانتانامو يقول ولد الصلاحي: "يتم تبريد الزنزانة أو دعني أقول العلبة بشكل قوي مما يجعلني أرتعش أغلب الوقت"، وأضاف: " كانوا يمنعونني من رؤية ضوء النهار، وكانوا يجعلون وقت الفسحة إن وجدت في الليل لكي لا تتاح لي فرصة رؤية أي معتقل أو الحديث معه". ويؤكد أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب وهو معصوب العينين، حيث تم إجباره على شرب ماء البحر وأخذه على متن قارب سريع في عرض البحر حيث تعرض للضرب ثلاث ساعات وهو مغمور في الجليد. وكشف أنه منع من صيام شهر رمضان في أكتوبر 2003، وقال: "لقد كانوا يرغمونني على الأكل"، مؤكدا أنه أجبر على ممارسة الجنس بطريقة بشعة مع سيدتين في وقت واحد. وبعد كل أساليب الاستجواب كانت المحصلة حسب ما كتبه ولد صلاحي في مذكراته "حفنة أكاذيب"، واعترافات ملفقة في محاولة لإنهاء تعذيبه، منها القول للمحققين إنه "خطط لتفجير برج سي أن في مدينة تورونتو الكندية". ولم توجه السلطات الأميركية أي اتهامات للسجين محمد ولد صلاحي، وفي 2010 أمرت محكمة اتحادية بإطلاق سراحه، غير أن هذا الحكم نقض في وقت لاحق واستمر حبس ولد صلاحي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه