رد سعود الريس مدير تحرير صحيفة الحياة السعودية على الشائعات الصحافية التي ترددت مؤخرًا بشأن تقليص مكاتب الحياة. وأكد الريس في مقال له اليوم في الصحيفة بعنوان "الصحيفة والقارئ" أنّ الصحيفة تسعى إلى تطوير أدائها، وإدخال ما يلزم من تحسينات وتعديلات على قاعدة زيادة الفاعلية، وهذا يشمل كل مكاتب الصحيفة، وفي البلدان المتعددة التي تحضر فيها. وأوضح الريس أنّ الصحيفة تقوم بتطوير موقعها للنشر الإلكتروني، ومركزه في دبي، الذي يشمل أيضاً «مدرسة الحياة» المعنية بتدريب جيل جديد من الصحافيين، ذلك أن الصحف العريقة تغتني بفعل لقاء أجيال وتجارب متنوعة. وأضاف أنّ الثورة التكنولوجية أدت إلى تغيير عقليات وأساليب ووسائل الإعلام واكبه تغيّر في الدور الذي كان يلعبه مكتب الصحيفة هنا أو هناك بصيغته القديمة قبل أن تتدفّق المعلومات غزيرة إلى جهاز الكومبيوتر أو هاتف الصحافي والقارئ. وقال مدير تحرير الحياة إنّ تغيير بهذا الحجم في الصناعة الصحافية يفرض على الصحف إعادة نظر دورية في المواقع والأساليب، ودائماً على قاعدة الفاعلية والبحث عن الأفضل، والتطلع إلى المستقبل، مشددًا على حرص الحياة على مواكبة الثورة التكنولوجية والإعلامية، وتطوّير أساليبها ومقارباتها وطرق عملها. وأعرب الريس عن استغرابه من سوء التفسير، أو سوء النية في التعليق على خطوات طبيعية تتخذها كمؤسسة لمصلحة العاملين ومصلحة الصحيفة. وتابع بديهي أن تكون «الحياة» تحت الضوء، وأن يُكتب عنها، وأن تتعرض للانتقاد، لكن صحيفة بحجم «الحياة» تتمنى دائماً لو التزم من يكتب عنها بقواعد المهنة أي سؤال الصحيفة ذاتها عن برامجها وخططها بدلاً من أن ينسب إليها خطوات، أو مواقف لا أساس لها. وقال: لا تشعر صحيفة بحجم «الحياة» بضرورة الرد على كتابات متسرعة أو مغرضة أو مغلوطة عنها. إنها تثق تماماً بقدرة القارئ على إدراك أغراض محاولات التشويش، التي كانت تتمنى أن يكرّس أصحابها جهودهم لعمل صحافي رصين بدل التلهّي بمحاولات النيل من نجاح الآخرين. وأشار مدير تحرير الحياة إلى أنّ علاقة الثقة بين الصحيفة وقرائها، مبنية على المهنية والمصدقية بعيداً عن أسلوب الإشاعات، أو التجنّي، أو حرف الحقائق، وحرصها على الحرية لا ينسيها ضرورة اقتران الحرية بالمسؤولية. وضرورة اقتران الجرأة بالموضوعية. ولفت إلى أنّ الحياة اختارت منذ إطلالتها أن تكون القاعدة الذهبية في عملها هي احترامها عقل القارئ السعودي والعربي، وألزمت نفسها باحترام صارم لميثاق الشرف الصحافي، الذي اختاره ناشرها الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز دليلاً يهتدي العاملون بمبادئه وقواعده. وتابع الريس ومنذ إعادة إصدارها في 1988 تذهب «الحياة» يومياً إلى قرائها الذين تعتبرهم رصيدها، وأصحاب الحق في إصدار الحكم عليها، مضيفًا لقد اختبر القارئ السعودي والعربي «الحياة» على مدار عقود، وكانت النتيجة تلك العلاقة التي تشكّل لنا مصدر اعتزاز دائم يلزمنا بالتطوير المستمر للأساليب، مع المحافظة على النهج الذي رسمه الناشر.