بدت نبرة التشاؤم تطغى على الأمل في تعليقات صحف أوروبية عديدة على الخطة الجديدة، التي يدعمها مجلس الأمن الدولي من أجل إحلال السلام في سوريا، والتي يفترض أن تبدأ أعمالها في سبتمبر المقبل. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية ترى صحيفة "لوموند" الفرنسية أن هذا الإجماع السطحي لا قيمة له لأن الغرب لم يضع في اعتباره في أي وقت من الأوقات اتخاذ خطوات ملموسة لوقف هذه الهجمات ضد الشعب السوري. وقالت لوموند إنّ الغارة الجوية التي شنها الجيش السوري على سوق شعبية في مدينة دوما، كانت واحدة من أخطر الهجمات منذ بدء الصراع في سوريا. وأضافت أنها المرة الثانية التي لا يكون القصد هو محاربة المتمردين، وإنما ترويع السكان، ومن أجل إخفاء عجزه بخصوص هذه المجزرة، قرر مجلس الأمن الدولي دعم مبادرة السلام للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا. بينما جاء تعليق صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، أكثر تفاؤلا وكتبت "على الأقل تم كسر حاجز الصمت، فلأول مرة منذ عامين يتمكن مجلس الأمن الدولي من الاتفاق على بيان بشأن المستقبل السياسي في سوريا. وأوضحت أنّ هذا الاتفاق سبقه أسابيع من المحادثات الجديدة المختلفة الأشكال بين دبلوماسيين من دول المنطقة مثل إيران والمملكة العربية السعودية، ولكن أيضا من روسيا والولايات المتحدة. ولفتت إلى أنّ جهود الوساطة الجديدة حفزت- إن لم تكن ساعدت- في نجاح المفاوضات بشأن النزاع النووي مع إيران. بيان مجلس الأمن الدولي لا يقدم خطة سلام جديدة ولا يدعو إلى عقد أي مؤتمر للسلام. والمواقف متباينة جدا بشأن إمكانية توقع نهاية سريعة للعنف المريع في سوريا. لكن سيكون من غير المسؤول عدم محاولة فعل أي شيء بالنظر إلى مقتل أكثر من ربع مليون (سوري) وهجرة الملايين. وبحسب دويتش فليه ترى صحيفة "لا كروا" الفرنسية أن روسيا أبعد ما تكون عن الاستعداد للتخلي عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، ووصفت تل أبيض ...بعنوان لآخر فصول مأساة اللاجئين السوريين قائلة: لاجئون سوريون يعبرون من معبر اقجه قلعة الحدودي إلى تركيا. آلاف السوريين يفرون من المعارك الجارية بين القوات الكردية وحلفائهم ضد قوات تنظيم "داعش" للسيطرة على مدينة تل أبيض الحدودية الإستراتيجية. وأكدت أنّه بدون إقصاء الدكتاتور (الأسد) يكاد لا يمكن تشكيل حكومة انتقالية. ومرة أخرى رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استقالة الأسد كشرط مسبق لحكومة إنتقالية، ووصفه بأنه أمر غير مقبول. ولذلك فسيبقى الوضع مُعَرقَلاً وستتواصل إراقة دماء السوريين وسيفر الآلاف كل يوم من بلادهم. وكتبت صحيفة "داغسافيسن" النرويجية أن سياسية تعامل الدول الأوروبية مع طالبي اللجوء، تستحق الانتقاد مبينة أنّ كارثة اللاجئين في أوروبا هي حقيقة لا يمكن إنكارها. لكن بدلا من حشد كل أجهزة المساعدة لاستيعاب الجميع بطريقة كريمة، تتصرف السلطات الأوروبية بطريقة أقل كرما، وتقوم فقط بجعل حياة اللاجئين أكثر صعوبة. وتتابع "ففي المملكة المتحدة (بريطانيا) تريد الحكومة منع تأجير منازل للمهاجرين الذين ليست لديهم أوراق (رسمية بالإقامة) أو منحهم عملا. وفي ألمانيا، يريد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم أن يجعل البلاد أقل جاذبية للاجئين، من خلال تقليص مصروف الجيب المقدم لهم. لم يعد من المنطقي مناقشة ما إذا كان يتوجب علينا مساعدة اللاجئين هنا أم في أوطانهم. ونظرا للبأساء وكوارث اللاجئين في ساحتنا الخلفية يمكن بل ويجب أن يكون رد الفعل الطبيعي هو الحشد لتقديم المساعدات."