آثارت صورة طفل سوري غريق منكفئ على وجهه على ساحل البحر قبالة سواحل بودروم التركية غضبًا دوليًا حول الثمن الانساني لأزمة اللاجئين المعتملة. وبحسب بي بي سي انتشرت الصورة التي نشرتها احدى وكالات الانباء التركية بشكل واسع في مشهد اختزل معاناة وآلام مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الفارين من الصراع الدائر في بلادهم، لتنتهي بهم رحلة البحث عن الأمل وتحقيق الاستقرار المنشود بالموت غرقا على ضفاف المتوسط. هزت الصور نشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، فسارعوا بدورهم لإطلاق حملات استنكار، مناشدين المجتمع الدولي وضع حد لمعاناة اللاجئين السورين، واصفين غرق الطفل بشهادة على موت الضمير العالمي. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة الطفل السوري المرمي جثة هامدة على شاطئ البحر، بعدد من الهاشتاغات المنددة بالصمت الدولي إزاء مايحدث للسوريين، ولعل أبرزها هاشتاغ "#غرق_طفل_سوري"، و"الانسانية تلقي بها مياه البحر الى الشاطئ" الذان احتلا مركزا متقدما في قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على مستوى العالم، إذ ظهر في أكثر من 30 ألف تغريدة في أقل من خمس ساعات. ورثى أحد مستخدمي موقع تويتر الطفل السوري الذي لفظته أمواج البحر الأبيض قائلا: "يا أيها البحر لا تبكي وتبكينا متى ستعرف أن الموج موطننا فليس من بلد في البر يأوينا ...غرق طفل سوري" وحمل كثيرون الدول العربية مسؤولية مأساة الاجئين السوريين، واعتبروها وصمة عار على جبين العرب. وعلق وزير المالية التركي، محمد شيمشك، على المشهد قائلا : رضيع سوري لاجئ يغرق أثناء رحلته من البحر المتوسط باتجاه أوروبا، عار على العالم المتحضر. وقالت ايفيت كوبر، المرشحة لزعامة حزب العمال البريطاني المعارض، إن الصورة تثبت اننا لا نستطيع ان نتجاهل الأزمة. وأضافت "عندما تجاهد الأمهات لمنع أطفالهن من الغرق بعد انقلاب الزوارق التي يستقلونها، يجب على بريطانيا أن تحرك." وقالت وكالة دوغان التركية للأنباء إن الطفل وبقية افراد المجموعة التي كان معها سوريون من بلدة عين العرب (كوباني) كانوا قد فروا الى تركيا في العام الماضي هربا من مسلحي تنظيم داعش. وقالت قوة خفر السواحل التركية إن اللاجئين انطلقوا من شبه جزيرة بودروم التركية قاصدين جزيرة كوس اليونانية في وقت مبكر من يوم الاربعاء، ولكن الزورقين اللذين كانوا يستقلونهما غرقا بعد ذلك بوقت قصير. وقد انتشلت 12 جثة لاحقا، بما فيها جثث 5 اطفال. ويعتقد ان 15 شخصا تمكنوا من النجاة والوصول إلى الشاطئ. وقالت قوة خفر السواحل التركية إن البحث ما زال جاريا عن 3 اشخاص ما زالوا مفقودين. ونشرت صورة الطفل الصغير الذي يرتدي قميصا أحمر وجثته ملقاة على شاطئ البحر قرب بودروم بعد وقت قصير من وقوع الحادث. حيث قررت بي بي سي نشر صورة واحدة فقط للطفل تظهر رجل شرطة تركيا وهو يحمله. ولا يمكن معرفة هوية الطفل من هذه الصورة. ولكن عدة وسائل اعلام نشرت صورا اكثر وضوحا للطفل. وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إنها قررت نشر الصور الواضحة في موقعها الالكتروني لأنه "وسط الكلام المنمق حول أزمة المهاجرين المعتملة، من السهل نسيان حقيقة الوضع المأساوي الذي يواجهه العديد من اللاجئين." ولكن رغم ردود الفعل القوية التي احدثتها صورة الطفل الغريق، لم تصدر الا ردود فعل قليلة من جانب السياسيين الاوروبيين.