2015-10-10 

المرأة والشيخ

نادين البدير

أي علاقة يمكنها أن تنشأ مع وطن لا ينظر لي بمنظار الكمال. وأي حب يمكنه أن يخلق بين امرأة وبلد يشح عليها كثيرا. تبدو علاقة الغرام من طرف واحد مريرة وباعثة على السخرية. إنها كمن تتشبث برجل لا يريدها. إذا كانت المرأة ناقصة عقل ودين. فهل من العدل رفع راية الوطن قبل أن نسوي العلاقة بيننا. وكيف أجرؤ على لمس الراية قبل أن أثبت طهارتي من عدمها؟ في بلدان تصنف نصف عدد مواطنيها كعناصر نجسة أياما معدودات كل شهر. لا يحق لهن لمس هذا وهذا وهذا... إلى نهاية قائمة من البنود المحرمة في كل دورة قمرية. ولا أحد يستنكر. ولا مسيرات حاشدة لتطهير المجتمع من ذلك التصنيف الشيطاني. ثم يحضر المساء. فتظهر الناشطة النسوية عبر الشاشات، تقدم كليشيهات مملة عن عدم المساواة في الحقوق، إنها تتجاوز أو تخجل من الإفصاح عن منبع التجاهل. الاعتقاد بنجاسة المرأة. ليت أحد شيوخ الخزعبلات يروي شرحا وافيا ووصفا دقيقاً لمشاعره الحانية نحو أمه. والشيخ الذي اقصده، جاهل، أمضى حياته بالالتحاق بدورة واحدة هي الفقه الجنسي تحت ستار الشريعة. درس مفاهيم غريبة عن الدين السمح لم تقدم شيئا غير الحرب والدمار والفتنة الطائفية والمذهبية والنظرة العنصرية والتمييز الرجعي. ما الذي درسه ؟ ماذا تلقى من علوم غير أنه من الفئة المنزهة عن الخطيئة وكل من سواها في النار؟ لا تملك كليات (...) الشرقي علوما نافعة غير أساليب الجنس وتفاصيل أجساد النساء... أما التخرج من هذا التعليم البدائي فيعني الانضمام لأي إرهاب ينتهي بتوزيع السبايا. عمم البعض فرضية نجاسة نصف عدد السكان طوال العام... أمور كثيرة خذلتنا بها أوطان المشرق العربي. فكيف نضحي لأجل أرض تتكبر ساخرة وتضحك هازئة إن طرحت عليها مسألة الولاية والسفور والحرية والابداع؟ إنها علاقة غرام بين سيدة ووطن من نسل وأد البنات.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه