2015-10-21 

نتنياهو يواجه جيلًا يائسًا في فلسطين

كشفت سياسة العنف التي تتعبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين عن جيل جديد من الشباب يرفض الإذعان والانخداع بوعودٍ كاذبةٍ، بل وليس مستعدًا للقبول بالوضع الراهن.

 

فبعد اندلاع الانتفاضة الثانية في ظل اتفاق أوسلو الفاشل، ترعرع في الأراضي الفلسطينيَّة جيلٌ جديدٌ من الفلسطينيين، تشغلُه نفس القضية التي شغلت جيل آبائه وأمهاته، فهو يطالب بحقه في تقرير المصير والعيش بحريَّةٍ وكرامةٍ، ويريد التخلُّص من حكم الاحتلال الإسرائيلي.

 

في الأيام الأخيرة ارتفعت وتيرة المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين مجددًا، وكذلك المظاهرات والهجمات ولكن الجديد في الوضع أنّ المحتجِّين والمهاجمين لا يجري توجيهم من قِبَلِ حركة فتح التي تحكم في الضفة الغربيَّة ولا من قِبَلِ حركة حماس، على عكس حال الانتفاضات السابقة، لذا من الصعب السيطرة عليهم أو مواجهتهم.

 

ويبدو الشباب الفلسطينين هذه المرة مستعدين للموت لمجرد قتل إسرائيلي واحد وهو ما يتعارض مع استهداف أعداد كبيرة من الضحايا خلال الانتفاضة الثانية.

 

وبحسب معهد واشنطن الأزمة الراهنة لعبت إسرائيل دوراً كبيرًا في اندلاعها نظراً لنسبة الضحايا المرتفعة في صفوف الفلسطينيين، و تصريحات الحكومة الإسرائيلية وسياساتها الأخيرة فضلًا عن  فشل السياسيين في انهاء الاحتلال، فالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم تجرِ سوى إدارته على مدى عقودٍ من الزمن وقلَّما كانت هناك مساعٍ جادة نحو الحلِّ منذ مفاوضات أوسلو، والفلسطينيون من ناحيتهم يشكِّكون بنيَّة إسرائيل أصلاً بالتوصل إلى حلٍّ للصراع من خلال اتفاقية أوسلو.

 

وتكمن أحد أسباب الغضب الفلسطيني في قناعة  الكثيرين بأنَّ الحكومة الإسرائيليَّة لم توافق على إقامة السلطة الفلسطينيَّة إلا لكي تتخلص بصفتها سلطة احتلال من عبء مسؤوليتها عن الخدمات العامة في الأراضي الفلسطينيَّة المحتلة.

 

 وعبارات نائب وزير الدفاع إيلي بن دهان التي صرح بها السبت الماضي  تؤكد آراء أولئك الذين لم يثقوا يومًا بإقرار السياسيين الإسرائيليين بحلِّ الدولتين حيث قال "يجب على الفلسطينيين أنْ يفهموا أنَّه لن تكون لهم دولةٌ وأنَّ إسرائيل سوف تهيمن عليهم".

 

وترى الخبيرة الألمانية إنغريد روس من القدس أن انخفاض ثقة الشعب الفلسطيني بالسياسيين يرفع مبادرة الشباب والشابات الذاتية غير الموجَّهة من قِبَل فتح أو حماس، ويدفعهم للقيام بهجمات يائسة، وتشدد في وجهة نظرها لموقع قنطرة على أن التوصل إلى تهدئة دائمة لن يتم إلا بإنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين.

 

تقول روس: " يشعر الفلسطينيون بشكلٍ متزايدٍ بأنَّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي يشكل تهديدًا لوجودهم، حيث أنَّ بناء المستوطنات في الضفة الغربيَّة يستمر مترافقًا مع المزيد من التشريد ومصادرة الأراضي من قِبَلِ الاحتلال الإسرائيليَّ والمستوطنين، ويحوُلُ دون نشوء دولةٍ فلسطينيَّةٍ في المستقبل على منطقةٍ مترابطةٍ".

 

وبحسب قنطرة أضافت إنّ "تشكك غالبيَّة المجتمع الفلسطيني في النهج السياسي الذي يتَّبعه الرئيس محمود عباس إزاء كل هذه التطورات، وبقدر ما تنخفض الثقة به وبحركة فتح التي يتزعمها، يرتفع منسوب المبادرة الذاتيَّة لدى المجموعات الشعبيَّة التي ترفض أنْ تُحْسَبَ على أحدٍ أو أن تخضع لأحدٍ، لذا يقوم حاليًا شبابٌ ونساءٌ على وجه الخصوص بهجمات بدافع اليأس. ويبدو أنَّ الجيل الأكبر سنًا، غير الراضي عن نهج عباس لا يعارضهم فيما يفعلونه.

 

وتشدد الخبيرة الألمانية علي ضرورة  الشروع في محاولة أخرى لإنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين، من أجل التوصل إلى تهدئةٍ دائمةٍ للوضع، حتى وإنّ لم يرِد أعضاء الحكومة الإسرائيليَّة الاعتراف بالأمر.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه