تنشط التقارير الإعلامية الدولية في محاولة الربط بين الإرهاب والحكومة السعودية، في سياق حملة إعلامية تستهدف التقليل من دور المملكة الدولي، إلا أن خبراء أشاروا إلى أن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب لا تخفى على أحد، بل إنها واحدة من الدول التي طالما هددتها الجماعات الإرهابية.
وعلى الرغم من أن أموال التبرعات الخيرية قد أسيء إستخدامها في ما مضى، إلا أن المملكة جففت جميع مصادر تمويل الجماعات المشبوهة، وهناك خطة لتحويل العمل الخيري بكافة نشاطاته ليكون تحت مظلة الدولة لضمان وصول أموال التبرعات إلى مستحقيها لا إلى جماعات إرهابية.
ويقول ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "على عكس ما يعتقده الكثيرون، يحصل تنظيم الدولة على حصة صغيرة نسبيا من تمويله من متبرعين أثرياء. وفيما كان تمويل الارهاب من السعودية يشكل يوما ما مشكلة كبيرة، نجحت الرياض في تحقيق مكاسب، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتمويل التنظيم".
ويضيف قائلاً في حديث مع بي بي سي: "في مارس/ آذار، رأست المملكة العربية السعودية، بالمشاركة مع الولايات المتحدة وإيطاليا، الجلسة الافتتاحية للمجموعة المالية لمكافحة تنظيم الدولة. وستحصل هذه المجموعة على تأييد كبير هذا الأسبوع، في قمة وزراء مالية الدول الأعضاء بمجلس الأمن، التي تركز على مكافحة تمويل التنظيم.
وتنفي الحكومة السعودية المزاعم الغربية بتقاعسها عن ملاحقة متطرفي التنظيمات الإرهابية، إذ نجحت في القضاء على تنظيم القاعدة، ودعت إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن المبادرة الأخيرة التي ترمي إلى إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب تكون الرياض مركز عمله وعملياته.
وماذا عن علاقة السعوديين بالإرهاب؟
هنا يتحدث أيمن دين، وهو مجاهد سابق ولد في السعودية، وغادر المدرسة للجهاد في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، ثم انضم لاحقا للقاعدة، وبعد أن اكتشف انخداعه فيها، بدأ العمل بشكل سري كعميل للاستخبارات البريطانية.
ويقول محمد اليحيى الذي يعمل مستشارا سياسيا بالسفارة السعودية في لندن أن "الاتهامات الموجهة للمملكة السعودية بتمويل تلك الجماعات ودعمها أيديولوجيا ليست سوى اتهامات لا أساس لها من الصحة، فهي تمثل إساءة كبيرة لمكافحة الإرهاب، سواء في السعودية أو على المستوى الدولي."
ويضيف اليحى: "فالسعودية لديها بعض أكثر الإجراءات ووسائل المراقبة المالية صرامة، لإيقاف أي تمويل موجه للمنظمات الإرهابية... ثمة مراقبة صارمة على حركة الأموال خارج البلاد. وفي الماضي، تمكن بعض الأشخاص من الإفلات من العقاب، لكن النظام الحالي واحد من أكثر الأنظمة صرامة في العالم."
ويقول خلال ندوة بي بي سي مع خبراء متخصصين في شؤون المنطفة: “الكثير من هؤلاء (الذين قد دعم بعضهم تنظيم الدولة ماليا) يقبعون في السجن الآن. ويقبع الآن 800 شخص في السجن لأن لديهم علاقات مباشرة بتنظيم الدولة...نفذ تنظيم داعش هجمات عديدة على الأراضي السعودية. وتعتبر برامج المملكة لمكافحة الإرهاب والاستخبارات أكبر تهديد للتنظيم، على المستويين الإيديولوجي والميداني."
ويختم المستشار السعودي حديثه قائلاً: "فالسعودية مجتمع متنوع للغاية. ويقطنها الكثير من المسلمين ذوي الخلفيات المتنوعة، إضافة إلى 18 مليون مسلم يزورونها سنويا لأداء الحج والعمرة. وسنت المملكة قوانين عدة تمنع تماما التحريض الديني، والدعوة إلى قتل الأبرياء."
الوطن هو الامان
نحن ندعم السلام والخير فقط
نحن لا ندعم الارهاب ولكن السلام والحب