قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة (أمس) بمناسبة “اليوم الدولي للسعادة” إنه على جميع دول العالم رفع مستوى السعادة عند شعوبها: "توفير السلام والازدهار والحياة الكريمة للجميع هو ما نسعى إليه. إننا نريد أن يتمتع جميع الرجال والنساء والأطفال بحقوقهم الإنسانية كافة. إننا نريد أن تعرف جميع البلدان بهجة السلام, وأن تُظلِّل الناس والكوكب معاً نعمة التنمية المستدامة.” ولكن تزامنت تصريحات الأمين العام نشرُ دراسةٍ جديدة أجرتها مؤسسة “غالوب” للبحوث الإحصائية, بعنوان “مؤشر التجربة الإيجابية,” وأظهرت نتائج سلبية للغاية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فقد أفاد التقرير, والذي قد استطلع مستوى السعادة التي تتمتع بها شعوب العالم كافة, بأنه أدنى المشاعر الإيجابية توجد في العالم العربي — باستثناء المملكة العربية السعودية — بينما كان ١٠ بلدان الأعلى سعادةً في أمريكا اللاتينية. وفي مقابلة مع صحيفة “الرياض بوست”, قال العالِم النفسي آيرا موزيس, المدير السابق لبرامج التدريب في معهد ويليَم آلنسون للعلم للنفسي في نيو يورك, إنه يجب أخذ نتائج البحث بالحذر: “أي دراسة تعتمد على التقارير الذاتية لا بد من تفسيرها بحذر ، من حيث مدى ارتياح الناس في التعبير عن المشاعر. وربما الأكثر أهمية من مستوى سعادة الإنسان هو الشعور بالأمان والأمن, بينما في ذلك الأمن الجسدي في بيئتهم والأمان العاطفي، والحماية من الأذى ومدى سلامة الأسرة. وأضاف الدكتور موزيس أنه ليس بالضرورة أن يسبب الفقر حزناً, إلا في البلدان النامية حيث هناك زيادة التفاوت في الدخل, “ويصبح الكثير أكثر إحباطاً عندما تصبح الزيادة في الدخل من أهدافهم, وتقصر بهم.” تجدر الإشارة أن دراسة مؤسسة “غالوب” لم تكن شاملةً في دول الشرق الأوسط, وبالأخص لم تُستطلع آراء العديد من دول مجلس التعاون الخليجي. وضمن الأسباب التي قد تجعل أهل السعودية أكثر سعادةً من باقي الدول العربية هي مدى الاستقرار والأمن, واستمرارية البنية الهيكلية للأسرة السعودية, وتوفير فرص العمل والاحتياجات المادية للمواطنين, وذلك مقارنة بالدول التي تعاني من حروب أهلية والثورات والبطالة وتدهور الإقتصاد. ولاحظت الدراسة أيضاً أنه من دول العالم الإسلامي غير العربية التي تفتقر شعوبها إلى الشعور بالسعادة, إيران, حيث أُلقي القبض مؤخراً على أربع شبان بسبب فيديو أنتجوه حول السعادة. ومن جانبه, قال الناطق الرسمي باسم الأمين العام, “فرحت حق”, رداً على سؤال من صحيفة “رياض بوست”, إن السعادة هي شيء من الصعب قياسه في استطلاع رأي. هناك العديد من الأشياء التي تحتاج إليها شعوب العالم. إنهم بحاجة قوية إلى تأمين سبل العيش الاقتصادية، والتحرر من الخوف. هناك فوارق في تلك الأنواع من الحريات في جميع أنحاء العالم.”. وفي موضوع ذي علاقة بمدى الأمن والأمان في العالم العربي, أدان الأمين العام يوم الجمعة (أمس) الهجمات الأخيرة على مسجدَين في اليمن بأشد العبارات: “وينبغي لجميع الأطراف المشاركة في المفاوضات وفقاً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي والمساعي الإقليمية والدولية الأخرى لحل النزاع.”