2015-12-25 

بسيف النفط ... السعودية تصيب الاقتصاد الروسي في مقتل

من لندن، علي الحسن

لا تتمتع العلاقات بين الرياض وموسكو بالدفء بشكل عام، رغم أن الأخيرة كانت أول من اعترف بالدولة السعودية عند تأسيسها أوائل الثلاثينات من القرن الماضي. ومرد انعدام الكيمياء بين العاصمتين بدأ بأسباب أيدلوجية، ما لبثت وأن فاقمت منه الخلافات السياسية، لتصبح العلاقات بين البلدين مشوبة بعدم الثقة.

 

وعلى أكثر من صعيد يتضح للمحللين فجوة الخلاف السعودي الروسي، خصوصاً إذا نظرنا إلى الملف السوري، والعلاقات مع إيران، ثم جاء الصراع النفطي ليزيد من حدته.

 

وحسب موقع "بزنس انسايدر" فقد أصابت الرياض الدب الروسي في مقتل اقتصادي، بعد إصرارها على عدم تخفيض إنتاجها رغم هبوط أسعار النفط، الأمر الذي تسبب في أذى كبير للروس، بعد سنوات من الانتعاش الاقتصادي بسبب ارتفاع أسعار النفط.

 

وقبل عام كان وزير النفط السعودي علي النعيمي واضحاً بشكل لا يدع مجالاً للشك في أن بلاده ليست مهتمة بما يحدث لروسيا إذا فشلت الدول المصدرة للنفط في التعاون مع بلاده في تقييد الإنتاج، وهو الأمر الذي قد يرفع الأسعار.

 

وعن صراع الحصص النفطية قال النعيمي: "نريد أن نقول للعالم أن البلدان عالية الكفاءة المنتجة هي التي تستحق حصتها في السوق".

 

وتقول السعودية إن صراعها النفطي لا علاقة له بالسياسة، رغم الخلافات العميقة مع روسيا، بل مرده إلى رغبتها في الحفاظ على حصصها في السوق، بعد تجاوز دول من خارج أوبك حصص الإنتاج المحددة.

 

وتقول "بيزنس إنسايدر" أن الاقتصاد الروسي تضرر حد الهلاك بسبب انخفاض أسعار النفط، بعد أن كان الناتج المحلي ينمو بشكل مستمر حتى قررت السعودية أنها "ستجعل الروس يسقطون في غياهب النسيان" على حد تعبيرها.

 

وكانت كل البلدان المنتجة للنفط في سباق مجنون إلى الأسفل، بعد رفض روسيا والولايات المتحدة (وحفنة من بلدان أخرى) التعاون مع أوبك للحفاظ على أسعار عالية، لذلك حاربت المملكة العربية السعودية وأوبك بشراسة من خلال ضخ النفط بأسعار تنافسية لضمان حصصها من السوق.

 

وأدت زيادة المعروض النفطي من الدول المنتجة إلى خفض الأسعار، فقد بدأ النفط هذا العام قرب 55 $ للبرميل بينما هو الآن أقرب 35 $. وفي تقرير معمّق يستكشف اتجاهات أسعار الطاقة على المدى البعيد قالت منظمة أوبك إن سعر برميل النفط لن يكون بقيمة 100 $ حتى بعد عام 2040.

 

ويقول جيم ادواردز رئيس تحرير موقع "بيزنس انسايدر": النفط الرخيص ليس في مصلحة السعوديين أيضاً، ولكن لديهم المزيد من المال والنفط أرخص من روسيا. الألم للسعوديين هو العذاب بالنسبة للروس".

 

وتدور في الأروقة الاستشارية نظرية أن السعودية بحربها النفطية هذه تريد جر الروس إلى طاولة المفاوضات للانضمام إلى أوبك، الأمر الذي يمكن هذه المنظمة النفطية من السيطرة على نصف إنتاج العالم من النفط.

 

وحسب "بيزنس انسايدر" هناك نظرية المؤامرة الروسية أيضاً، وهي أن السعوديين يريدون انضمام روسيا لتقييد الإمدادات فقط، لأنها ستحد من دخول روسيا في الصين، وترك السوق الصينية مفتوحة للسعوديين.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه