2016-01-01 

الثقافة الجسدية للطفل

هوازن عبدالله الزهراني

من المواضيع المهمة التي ترتبط بالأطفال على وجه الخصوص هي (الثقافة الجسدية) للأطفال وهي بلا شك تثير نوعاً من الحساسية والرغبة في الابتعاد عن مناقشتها بأوساط مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة.

 

هذا الابتعاد في تصوري هو نتيجة الجهل بأمور الدين، فالدين الإسلامي علمنا حتى آداب قضاء الحاجة ولا غرو في ذلك فهو دين كامل تام بل حثنا على التبصر في أنفسنا قال الله تعالى (وفي أنفسكم افلا تبصرون).

 

وهذا يقتضي توعية الأبناء بمكانة وأهمية الجسد، وايضاح المناطق المحرمة والممنوعة من اي شخص الاقتراب منها بلمسها أو امعان النظر فيها أو غيرها من التصرفات.

 

حتى لا يتعرض الطفل الى الاستغلال الجنسي من خلال جهله أومن خلال خبث المعتدي وان جسد الطفل أمانة يجب المحافظة عليها ولكن يبقى السؤال حائراً لماذا عددا من المربين يتوجسون من الإجابة على اسئلة الطفل المحرجة؟

 

عزيزي المربي لا يوجد سؤال  غبي  أوعيب  ولا يوجد سن محدد لإجابة الطفل فهو من السنة الثالثة الى السادسة تتوارد اسئلته حول وجوده في الدنيا وكيفيته بل يشاهد بعض أثار اسئلته بادياً على الناس كالحمل فمن حقهم الإجابة على كل تساؤلاتهم وان تكون الاجابة صادقة وكافية وتميل  الى التدرج في إيصال المعلومة  حسب المرحلة العمرية حتى لا يتعرض الطفل الى الاستغلال الجنسي  وعلينا أخباره عن أجزاء جسمه العام  مثل الحواس الخمس وغيرها وكذلك أجزاء جسمه الخاصة وضرورة المحافظة عليها وعدم السماح لأى احد أن يراها أبدا كمناطق العورة المغلضة فيجب على الوالدين إعطاء المعلومات بأشكال متعددة كي ترسخ في ذهنه تدريجيا  ويتم استيعابها وادراكها جيداً.

 

ليس هناك أفضل من سيد الخلق ﷺ  فقد أجاب المرأة الأنصارية عندما سألته عن الحيض وكيف تتطهر منه

وكذلك الصحابة كان يسألونه عن أمورهم الخاصة ويجيبهم الإجابة الشرعية التربوية التوجيه.

 

ولكن للأسف وجد فئة من الناس عند سؤال فلذة كبده عن أمر يتصل بخصوصية جسده يشتاط غضباً وصراخاً وعويلا ثم يختمها بكلمة عيب

 

عزيزي  المربي عندما يبلغ الطفل ليس لديه معلومات عن  الطهارة   فيجب علينا ايضاحها له وكيفية التطهر ثم نقرن ذلك بالحديث عن خصوصية الأماكن الحساسة من جسده.

اذا فالهاجس الذي يحكم التربية الجنسية  لها شروطها  وأدابها وضوابطها  الدينية فيجب إيصالها بطريقة تحفظ للطفل ماء وجهه ويتعلم منها أهمية هذه الأجزاء من جسده. حفاظا على مستقبل حياته.

بقي أن أقول بأن الآباء والأمهات والمربين  ومؤسسات المجتمع (الأسرة والمدرسة والجمعيات ووسائل الاتصال) تقع عليهم مسئولية عظيمة في الحفاظ على الطفل وتبصيرة فهؤلاء الأبناء مسؤولية على عاتقنا تقتضي منا الوعي واليقظة من أجل تقويم سلوكهم وتصحيح أفكارهم والمراقبة والحرص على سد جميع المنافذ حتى لا يستغل جنسيا او ينحرف سلوكيا  من اجل مستقبل أفضل وجيل سليم معرفيا و دينيا.

اسأل الله أن يحفظ ابنائنا من كل شر ودمتم بحماية وحب وسلام

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه