نشر تنظيم الدولة الإسلامية بالشام والعراق فيديو مصور على موقع التواصل الإجتماعي يوتيوب عن عملية هدم لأثار نينوي اليوم الخميس. ونشر الفيديو تحت عنوان المكتب الإعلامي لولاية نينوى: الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر . ويظهر الفيديو ومدته 5 دقائق متشددين من تنظيم الدولة داخل متحف الموصل يدمرون تماثيل أثرية تعود للقرن السابع قبل الميلاد. ويصاحب الفيديو آيات قرانية ، ويتحدث أحد المتشددين عن أن هذه الأصنام سبب الشرك . ويظهر في الفيديو هدم لتمثال الملك الأشوري سرجون يعود للقرن السابع قبل الميلاد. وكذلك تمثال للثور الآشورى المجنح داخل المتحف يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد. كما يوضح الفيديو تدمير ثور مجنح آخر موجود في "بوابة نركال" الأثرية في مدينة الموصل، علما أن الثور المجنح يعد رمز الحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سيطرتها حتى وادي النيل. ويظهر في نهاية التسجيل المتحف بعد أن تم تدمير جميع محتوياته ، وتدمير جميع آثار مدينة نينوي. وكان التنظيم المتطرف فجر جزءا من "سور نينوى" التاريخي الذي يعود للحضارة الآشورية بعد أن فخخه منذ أكثر من شهر. ويعتبر "سور نينوى" من الآثار المميزة في الشرق الأوسط عامة والعراق خاصة، وشاهدا على عظمة الحضارة الآشورية وقوتها منذ آلاف السنين. وبعد حرق آلاف الكتب والمخطوطات، فجر "داعش" المبنى المركزي لمكتبة الموصل في منطقة الفيصيلة وسط المدينة، وحرق محتوياتها من الكتب والوثائق والمخطوطات التي بينها مؤلفات نادرة. ويعتقد أن مسلحي التنظيم يعتمدون في تمويل حملتهم الدموية على بيع التحف الأثرية القديمة إلى جانب بيع النفط. وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قرارا أعدت مشروعه موسكو حول منع تمويل تنظيم "داعش" الإرهابي. ويندد القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في مطلع فبراير/شباط الحالي بالمشاركة المباشرة أو غير المباشرة في التجارة مع تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية ويهدد بفرض عقوبات على المخالفين لهذا القرار. يذكر أن متحف الموصل تأسس في عام 1951 وتتركز مجاميع الآثار في متحف الموصل على آثار عصور ما قبل التاريخ لمنطقة الموصل وآثار العصور الآشورية وآثار مدينة الحضر وآثار الحضارة الإسلامية. وفي عام 1972 تم إنشاء المبنى الجديد لمتحف الموصل والموجود في يومنا هذا، ويتميز المتحف بكونه ثاني أقدم وأكبر متحف في العراق بعد المتحف العراقي في العاصمة بغداد. وقد أغلق المتحف في العام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق، ولم يفتتح حتى عام 2012 ليستقبل الزوار خاصة من طلبة المدارس والكليات.