بالتوازي مع الهدوء المتواصل الذي تعيشه جبهات القتال السورية تتجه الانظار الى مدينة جنيف السويسرية وكل الامال أن تخرج محادثات " جنيف 3" باتفاق لانهاء الصراع في سوريا بعد ان فشلت سابقاتها. ولعل ما يحيي الامل في هذا الاتجاه هو قيادة ستيفان دي مستورا المبعوث الاممي لسوريا لهذه المحادثات وهو الرجل الذي يحسب له تمكنه من إقناع أطراف الصراع المختلفة في سوريا من اخماد صوت البنادق لاول مرة منذ 5 سنوات .
ينظرالى محادثات جنيف 3 على أنها الامتحان الحقيقي لرغبة اطراف النزاع على انهاء حرب الخمس سنوات وكذلك لكفاءة دي مستورا وقدرته على اقناع الفرقاء على القبول باتفاق ينهي الصراع الدموي في سوريا. ويمثل دي مستورا " ارجل الانيق" كما تصفه وكالة رويترز للانباء في دلالة على ما يوليه هذا الرجل لشكله ولباسه. يمثل لدى البعض نقطة الامل الوحيدة في هذه المحادثات خصوصا مع اصرار النظام السوري بعدم التباحث والحديث عن وجوب رحيل بشار الاسد وتشبت فصائل المعارضة السورية برحيل من يحملونه مسؤولية مأساة الشعب السوري.
ومبعث الامل في دي مستورا ان للرجل خبرة ديبلوماسية كبيرة اكتسبها من تجاربه العديدة بما أنه شغل نفس المنصب في كبر بؤر مثل العراق وكذلك افغانستان اضافة الى طريقته اللبقة والمحترمة في تقريب وجهات النظر مهما كانت مختلفة كما تصفه وكالة رويترز. حيث يؤكد أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة أن لدي ميستورا أسلوبا فريدا وحسا فكاهيا يساعده تخفيف حدة التوتر في اللحظات الصعبة بما أنه "يمتلك أسلوبا رائعا في التواصل مع الناس سواء مع الإعلام أو مع محاوريه في عملية سياسية صعبة مثل فعندما بخاطب شخصا يقوم بذلك بمنتهى الاحترام أيا كان هذا الشخص وأينما كان على سلم التسلسل الهرمي. وفق ما نقلته وكالة رويترز"
كما لاتخفى على حديث الرجل وتصريحاته نبرة التفاؤل التي يقول حيالها بانها"حالة مزمنة يعاني منها وهي أنه مريض بلا علاج بالتفاؤل". لكن اسلوب الديبلوماسي السويسري الايطالي الفريد والذي يقطع مع نهج سابقيه خاصة في الملف السوري يلقى انتقادات كبيرة من معارضيه الذين دائما مايجدون في تصريحات دي ميستورا هفوات يستغلونها ضده على غرار تصريحه الشهير الذي اغضب المعارضة السورية والذي قال فيها بأن بشار الاسد جز ء من الحل قبل ان يتراجع ويبرر تصريحاته على انه كان يقصد بان الاسد مسؤول عن المأساة السورية. ناهيك أن أسلوبه في التعامل مع الازمات وخاصة السورية لا يحضى برضاء الجميع .
يذكر ان المستشار السياسي في فريق دي مستورا معين رباني استقال بعد أسابيع من توليه منصبه بعد ان اتهمه بعدم الكفاءة وبالمحسوبية في اتخاذ القرارات.
والى ذلك ورغم الغموض الكبير حول نتائج محادثات " جنيف3" وامكانية انهاءها لصراع دام خمس سنوات في سوريا يبقى وجود دي مستورا المبعوث الاممي في هذه المحادثات بصيص امل كما يصفه مراقبون لتقريب وجهات النظر المتباعدة ولاقناع الفرقاء بضرورة وقف القتال نهائيا في سوريا.