الرياض- •• بصرف النظر عن اقتراب مدة انتهاء فترة وجود الرئيس الأميركي "باراك أوباما" في البيت الأبيض
•• وبصرف النظر عمن سوف يتولى إدارة شؤون أميركا بعد ذلك جمهورياً كان أو ديمقراطياً..
•• فإن اللقاء القادم في الرياض بين "أوباما" وقادة دول مجلس التعاون في 21 أبريل القادم.. ومشاركته في حضور قمتهم الخليجية المتزامن انعقادها مع موعد هذه الزيارة.. سوف يشهد - كما أعتقد مراجعة حقيقية لسجل العلاقات الطويل بين دولنا وبين أميركا.. وذلك ليس لأن "أوباما" كما كشفت تصريحاته الأخيرة لمجلة "اتلانتك" الأميركية قد حملت المملكة جزءاً من مسؤولية انتشار الإرهاب في المنطقة والعالم.. وليس لأنه قد تبرع بدعوتنا.. للتشارك مع إيران في مسؤولية قيادة المنطقة وإعادة السلام إليها على حد تعبيره.. وإنما لأن سياسات أميركا.. ومواقفها وطريقة تعاملها مع قضايا المنطقة قد هزت قواعد الشراكة الاستراتيجية العميقة مع دول المنطقة كافة.. ودول مجلس التعاون بصورة خاصة.. وانها أعطت الانطباع بأن الولايات المتحدة قد تخلت عن الكثير من التزاماتها معنا وتجاه منطقتنا العربية في ظل حسابات "مغلوطة" بكل تأكيد (!!)
•• هذه المراجعة الواسعة ضرورية.. لأنها تتعلق بمستقبل دولنا وشعوبنا مع دولة كنا وما نزال نرى أن علاقاتنا معها استراتيجية وذات أبعاد عريضة.. وإن شابها الكثير من الضعف والاهتزاز في السنوات الأخيرة بدرجة توجب التوقف أمامها والعمل على تجنب المزيد من التداعي لأركانها الأساسية.. لضمان الحد الأعلى من الضمانات الكفيلة بعدم تعرضها للاهتزاز مرة أخرى.. أياً كان الذي سيأتي إلى البيت الأبيض بعد اليوم.. وإن أهم ما في تلك المراجعة هو أن تكون أميركا ثابتة المواقف تجاه الأمن المشترك لكلينا.. بالعمل على تعزيز وترسيخ أركانه بناء على المصالح الحيوية المشتركة وغير القابلة للتذبذب وتغيير موازين القوى في المنطقة تحت أي ظرف.
•• ولتصحيح مسار العلاقة الأميركية بدول الخليج.. فإن الوقت مواتِ الآن لكي تؤكد أميركا التزاماتها تجاه منطقتنا بتحقيق ما يأتي:
أولاً: العمل بجدية على تخليص الشعب السوري من بشار الأسد بالتعاون مع روسيا وبقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن.. ومن خلال مفاوضات جنيف الحالية.
ثانياً: وضع حد نهائي لتدخلات إيران في دول المنطقة.. بإخراجها من سورية.. ورفع يد حزب الله على لبنان.. وإيقاف ضغوطها على العراق.. وإثارتها للفتن الطائفية في دول المنطقة وبين شعوبها.
ثالثاً: تسخير كافة الإمكانات الأميركية.. البشرية.. والعسكرية.. والاقتصادية لتخليص المنطقة من التنظيمات الإرهابية كلها بما فيها تنظيم حزب الله.. بالتعاون مع دول التحالف الأخرى وفق خطة زمنية واضحة ومتدرجة ومحددة وغير طويلة المدة.
رابعاً: تمكين دول المنطقة بشكل عام.. ودول الخليج الست بصورة أكثر تحديداً من التفرغ للتنمية والبناء وتحقيق المزيد من العدالة والاستقرار وذلك بمنع المهددات لأمنها وسلامة أنظمتها وطمأنينة شعوبها.
خامساً: إبداء التعاون الحقيقي مع دولنا من أجل إعادة الاستقرار لاقتصادات دول العالم.. وإعادة الانتعاش لها بعيداً عن الضغوط.. وتحقيقاً للمصالح المشتركة العليا لكل من المنتجين والمستهلكين لسلعة البترول.. وللتجارة الدولية أيضاً.
سادساً: مراجعة السياسات الأميركية الحالية تجاه إيران وبالذات بعد توقيع اتفاقية (5+1) والحد من قدراتها النووية وصواريخها البالستية المهددة للسلام والأمن العالميين وليس لدول المنطقة فحسب.. بدلاً من نصحنا بالاستسلام لها وإشراكها في تقرير مصير دولنا وشعوبنا.. وذلك هو الأعجب..(!!)
•• ذلك وحده هو الذي سيمكننا من التغلب على أزمة الثقة التي نشأت بيننا وبين أصدقائنا الأميركان في السنوات الأخيرة.. وإن كان علينا ألا ننسى ما قدموه لنا وكنا أوفياء له على الدوام.. كما أن على أميركا أيضا ألا تنسى ما قدمناه ونقدمه لها على كل المستويات.. فهناك مصالح قوية.. وعميقة.. ومتشابكة بيننا وبينهم.. وعلينا وعليهم أن نحافظ عليها وأن ننميها لما فيه خير الجميع وذلك يتطلب – كما قلت في البداية – إعادة رسم خطوط هذه العلاقة من جديد وترسيخ قواعدها.. بصرف النظر عمن يذهب أو يأتي إلى البيت الأبيض.
***
•• ضمير مستتر:
•• (لا تطالبني بأن أثق فيك.. وأنت تهز الأرض من تحت قدمي..).