2016-03-21 

خصوم المملكة بين عميل وجبان

. فايز بن عبدالله الشهري

الرياض -  النتيجة التي يخلص إليها الراصد للحملات الإعلاميّة والسياسيّة التي تُشن على المملكة العربيّة السعوديّة في العقود الأخيرة يصل إلى مجموعة من الخلاصات المتكرّرة.أولى هذه الخلاصات أن "الأعداء" التاريخيين (الأباعد) للمملكة ودينها وحضارتها يبدون أعقل كثيراً من بعض الخصوم (الأقارب). والمتتبع للحملات الإعلاميّة الغربيّة الرسميّة وغير الرسميّة ومعها حملات الصهيونيّة العالميّة وذيولها في "فلسطين" يجد أنّها حملات تظهر وتختفي وفق حسابات سياسيّة واقتصاديّة معقدة. أما الحملات التي شنّها ويشنّها بعض الخصوم (الأشقاء!!) في الجوار العربي والإسلامي فمسلسل رديء لا تنتهي حلقاته. والأغرب أن هذه الحملات تأتي إمّا من ناكر معروف أو مفتقد للمشروعيّة والشرعيّة ناهيك عن أن هذه الحملات تمتلك الكثير من الدناءة وتفتقد شرف الخصومة.

 

وعلى سبيل المثال (التاريخي) نجد أن مقاولي اليسار والبعث العربي ومعهم بعض "القومجيين" حينما نُفخت رؤوسهم ضد السعوديين كانوا في الحقيقة لا يعبّرون عمّا يعتقدون بقدر ما كانوا يدارون (أبواقاً) صدئة نيابة عن حكومات ورموز لا يذكرها التاريخ إلا في أمثلته الرديئة. ومن العجيب أن أولئك الخصوم "الجبناء" كانوا يتنصّلون كل مساء مما يبثه موزعو "قاذوراتهم" كل صباح في عواصم التشويش آنذاك مثل القاهرة وبيروت وبغداد ودمشق.

وتأتي بعض الاعترافات والحقائق القديمة على لسان بعض الوكلاء الأحياء للخصوم الموتى وهم يعترفون لحظة ضمير أو ضمن إغراءات عروض بيع بقايا الشرف لمشتر جديد. وحين تلتقي أو تقرأ مذكرات بعض هؤلاء الكتّاب والصحفيين اللذين "سمسروا" بالمبادئ في محطات الدعاية "التنويريّة-التثويريّة" العربيّة في حقب "العنتريات" تكتشف أن كثيراً مما قالوه ونشروه ضد السعوديين كان يأتيهم إملاء مختوماً بأختام خصوم جبناء لا يملكون "شجاعة" المواجهة.

 

وفي كل الأحوال والعصور فإن من أهم ما يتميّز به الخصوم الجبناء (من بعض أهلنا) هو ضعف مورّثات النخوة وقلّة محفّزات المروءة. ولكن بعض الأشقاء "الخصوم" بكل أمانة ماهرون في فنون الخيانة وصنوف الاعتذار معتمدين في ذلك على مخزون السعوديين من قيم العفو والتسامح التي هي ذروة خلق المسلم وأصل شيم العرب. ولن نذهب إلى التاريخ مع البعث والناصريين وقصص الغدر والعفو التي فاضت بالدلائل والشواهد فهي في المذكرات والبرامج الوثائقيّة لمن أراد الاستفاضة.

 

وقد لا يعلم كثيرون أن رؤوس العملاء اليوم وهم يسلطون الأقلام والأفلام عن وعلى السعوديين لا يتوقفون ليل نهار عن بعث الوسطاء والسماسرة بحثاً عن منفس أو ثمن للخيانة الفوريّة لمن بذرهم سموماً في التراب العربي. وسلوك البحث عن "مخارج" تمارسه اليوم ميليشيات "حسن نصر الله" بعد أن ضاقت بها السبل الإيرانيّة وارتفاع منسوب غضب الشعب اللبناني الذي خنق أنفاسه "بوق الضاحية" بالعداوات في الخارج وأكوام "الزبالة" في الداخل. وفي العراق العربي يتحرّك العقلاء اليوم على كل صعيد بحثاً عن قناة صافية إلى محيط "العمق العربي" لبغداد بعد أن أفاقت الرؤوس من تأثير "الحشيش" الفارسي. أما "الحوثي" نزيل "مغارات" صعدة فلم يعد أمامه سوى "وجاهة قبليّة" تمكّنه من جمع بقيّة "أغراضه" والبحث عن مخرج إلى كهف "الغيبة الكبرى".

 

هذه لمحة من قراءة مشهد الصراع والتدافع في سياق التاريخ والحاضر والتي تكشف أن (خصومنا) (الأشقاء) ما بين "عميل" مأجور أو جبان مغمور، أما (أعداؤنا) فنعرفهم ويعرفوننا جيّداً وسنن الله فينا وفيهم ماضية.

قال ومضى:

كَيْفَ أُعَاوِدُكَ وَقَدْ شَرِبْتُ الغَدْرَ مِنْ كَأْسك.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه