تكثف المملكة العربية السعودية تحركاتها الديبلوماسية بشكل متزن وحثيث أثمر انشاء تحالفات إقليمية جديدة وتعزيز اخرى يتوقع بان تكون لها الكلمة الفصل في مستقبل المنطقة. تحركات الملك سلمان النشيطة والتي لفتت الانظار لدقتها ونجاعتها جعلت قناة السي ان ان الامريكية تؤكد بان المنطقة تسير على ايقاعه وتتفاعل مع تحركاته.
لا يخفى على متابع الكم الهائل من الملفات الساخنة و المتسارعة التي تواجه المملكة العربية السعودية التي وجدت نفسها مضطرة لدقة وحساسية الموقف ولقيمتها الاقليمية للحسم فيها. لكن الملفت هو النجاعة السعودية في حسم هذه الملفات الشائكة في انتظار حل البقية. وهو الوضع الذي يجعل الرئيس الامريكي اوباما خلال زيارته المرتقبة بعد ايام للرياض مضطرا لتوضيح الموقف الامريكي في عدد من القضايا على غرار الملف السوري حيث يؤكد في هذا السياق سلمان الانصاري رئيس مؤسسة لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية "سابراك" ان السياسة السعودية نجحت في اليومين الماضيين بتسبيب زيارة وصفت بأنها غير اعتيادية من أوباما لقيادات الـCIA لتفعيل ’الخطة ب‘ لسبب آخر وهو فشل مفاوضات ديمستورا، ذلك ان أوباما لا يريد أن يأتي إلى السعودية الأسبوع القادم بأيدي فارغة خصوصا في ما يتعلق بالملف السوري."
الملاحظ للتحركات الديبلوماسية السعودية في الايام السابقة لن يغيب عنه كفاءة وحزم الملك سلمان في جعل منطقة الشرق الاوسط تتفاعل مع تحركاته حيث تؤكد القناة الامريكية بان المنطقة تسير على إيقاع خطوات الملك سلمان، فمن تهدئة في اليمن إلى زيارة بالغة الأهمية إلى مصر ومنها إلى تركيا لحضور القمة الإسلامية غير بعيد عن حدود سوريا الملتهبة التي لوحت الرياض بمواقف حازمة حيالها حيث يتوقع الأنصاري أن تندفع السعودية لإدارة وتفعيل دور التحالف الإسلامي لمكافحة بالإرهاب بالتعاون مع القوى الدولية من أجل "تخليص الشعب السوري من أزمته باستخدام البر والجو والبحر وتقديم كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي والمالي للمعارضة السورية المعتدلة" على حد قوله.
يذكر أن المملكة العربية السعودية استطاعت خلال الفترة الماضية من تعويض "الانسحاب" الامريكي الغامض من المنطقة من خلال توحيد الصف العربي والاسلامي تحت قيادتها في مناورات رعد الشمال بالإضافة الى قيادتها لعاصفة الحزم في اليمن ناهيك عن قدرتها على توحيد الموقف العربي في تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة ارهابية وهو القرار الذي وجهت به صفعة قوية لاحد اذرع ايران العسكرية في المنطقة. بالإضافة الى نجاحها في تفعيل وتعزيز التعاون مع الدول الاقليمية الكبرى على غرار مصر وتركيا وهو ما يجعل المملكة العربية السعودية قادرة على لعب دور القائد القوي والحازم في المنطقة وعلى حسم عدد من الملفات الشائكة لصالحها.