بقدر ما حضي الاعلان عن "رؤية السعودية 2030" بمتابعة واهتمام الخبراء ووسائل الاعلام بقدر ما سلطت الاضواء على ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يقود عملية الاصلاح الاقتصادي ويوازن بحرفية وكفاءة عالية شغله لعدد من المناصب الحساسة في المملكة العربية السعودية.
وتؤكد اذاعة مونتي كارلو في هذا السياق ان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكتسب نفوذا متزايدا غير مألوف وتنقل الاذاعة عن دبلوماسي غربي وصفه للأمير الشاب البالغ من العمر 30 عاما "من الواضح انه ذكي جدا ومتمكن من كل ملفاته" ويحظى بتأثير ورأي مسموع لدى والده الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويشغل ولي ولي العهد في الان ذاته مناصب وزارة الدفاع ورئيس ديوان والده الملك سلمان بن عبد العزيز ورئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والإشراف على شركة "أرامكو" النفطية. ولفتت قدرة الشاب الثلاثيني على حسن التعامل مع هذه المسؤوليات الحساسة كل المراقبين والديبلوماسيين الذين اشادوا بخصال ولي ولي العهد محمد بن سلمان حيث يقول فريدريك فيري من معهد كارنيغي الأميركي إن الأمير محمد بن سلمان جمع "سلطة استثنائية وتأثيرا بشكل سريع جدا".
ومثلت صرامة ولي ولي العهد السعودي وذكاءه وفطنته ميزات مكنته من قيادة التحالف العسكري في اليمن ضد الحوثيين وحلفائهم بنجاح ومن صياغة رؤية مستقبلية للملكة وصفها الخبراء بالطموحة والشاملة اضافة الى قدرته على التأثير في سياسة الدولة حيث اضحت السياسة السعودية أكثر إقداما خصوصا في الملفات الإقليمية كاليمن وسوريا. وهي الميزات التي ترجعها مجلة "بلومبرغ بيزنيس ويك" التي نشرت مقابلة مع الأمير محمد بن سلمان الى أن على إطلاع كبيرة على سيرة رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل و"فن الحرب" للفيلسوف الصيني القديم والخبير العسكري صن تزو.
وينظر للأمير الشاب المتخرج من جامعة الملك سعود في الحقوق والاب لولدين وابنتين على انه المحرك الرئيسي لعملية التغيير في المملكة وهو الذي أكد ل` "بلومبرغ" امتعاضه من البيروقراطية التي تتحكم بعمل حكومة بلاده وعزمه على تغيير ذلك وازالة كل عوائق تقدم السعودية. حيث يؤكد الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بروس ريدل الذي يعمل حاليا مع معهد "بروكينغز" للأبحاث إن بن سلمان "لديه سمعة بأنه هجومي وطموح". وهي السمعة التي تعطيه مجالا واسعا للتحرك واتخاذ اجراءات جريئة دائما ما تكون محل اشادة محلية واقليمية وعاليمة.