طافت وفود سعودية رفيعة المستوى خلال الأشهر الماضية عدّة بلدان في أنحاء العالم، للتعرّف على مشاريع التحوّل لدى تلك الحكومات ومدى تأثيرها في تحقيق أهداف تلك الدول وتطلّعات شعوبها.
هذه الوفود ولأنها مؤتمنةٌ ولها دورٌ فاعل للمساهمة في التنمية الوطنية، عادت بما هو أشبه بالغنائم فِكراً ورؤى وتوصيات وتطلّعات وأسرار لا نعلمها ولن نعلمها، وإنما شهدناها ورأيناها بأعيننا ولمسناها في لقاءٍ فاخر بأمير الشباب العربي؛ ولي ولي العهدالسعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حين أعلن عن رؤية السعودية 2030.
قبل وبعد الجولة المكّوكية للوفود السعودية شرقاً وغرباً واقليمياً وخليجياً.. وبينما هي تعمل بصمت؛ كانت حلقات النقاش و ورش العمل بالعاصمة (المُتشبّبه) الرياض تجمع النخب من كل قطاعات الدولة وكافة شرائح المجتمع وطبقاته، وكنت قد تشرّفت بحضورورشة العمل الأولى ورأيت كيف كان العمل في "المطبخ"!
شيءٌ جميل أن يستكشف المتناول لأي طبق "المطبخ" الذي يتم فيه تحضير الطعام قبل أن يتناوله، والأجمل من ذلك أن يشهد طريقة التحضير والتقديم للاستمتاع بمذاقٍ شهي.
هكذا حال غالبية المتابعين عن كثب لما دار في ورش العمل، ومن شهدوا الإعلان عن هذه الرؤية الطموحة، وسيشهدون كذلك اعتماد خطة التحول الوطني 2020 بعد أسابيع.
السؤال الأهم؛ هل ستكون رؤية السعودية أو خطة عمل التحول الوطني متاحةً لدول عالمية وبعض الحكومات العربية التي عانت وتعاني من ظروف أمنية أو سياسية أو اقتصادية لكي تتجاوز تلك الظروف وتنهج منهج الرؤية السعودية في التحول؟
وهل سنفخر يوماً من الأيام بأن المجلس المؤقّر للشؤون الاقتصادية والتنمية، بات يُقدّم المشورة لتلك الدول والحكومات من خلال تجاربه الناجحة في التحوّل الوطني؟
ولعلني هنا اعود بكم إلى حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد أن بارك رؤية السعودية 2030؛ إذ تمنّى أن تكون نموذجاً عالمياً.. وكأنه -حفظه الله- يثق في قدرة حكومته بكافة قطاعاتها ووزاراتها ومسؤوليها وكل مواطن سعودي أوأي شاب مُدرك على تحقيق أهداف هذه الرؤية.