حظي العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحفاوة كبيرة خلال الزيارة التي أداها الى سويسرا. لكن حفاوة الاستقبال لا تعكس أبدا تباين وجهات النظر بين البلدين خصوصا في ملف حقوق الانسان والانتهاكات التي لطالما نددت سويسرا بها في البحرين، ملف كان الحاضر الابرز في هذه الزيارة التي أحرزت تقاربا كبيرا بين البلدين في وجهات النظر وأثمرت توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في هذا الاطار.
قناة سويس انفو السويسرية نقلت في هذا الاطار حوارا اجرته صحيفة " لا ليبرتيه " الصادرة بالفرنسية في فرايبورغ مع إيف روسييه، الرجل الثاني في وزارة الخارجية السويسرية الذي أكد التوصل الى توقيع مذكرتين بين البحرين وسويسرا في مجال حقوق الانسان تتعلّق الأولى بحقوق المرأة، والثانية باتفاقية مناهضة التعذيب، والتي تنظّم من بين قضايا أخرى، مسألتي ظروف الإعتقال، وزيارة السجناء.
روسييه أضاف في هذا السياق بأن الحل الوحيد لاحراز تقدم في هذه المسألة كان يقتضي بأن تكون هناك مشاورات ثنائية واجتماعات للتوصل الى حلول وتقارب في وجهات النظر، مشيرا الى ان سويسرا نددت من ضمن عدّة بلدان أخرى، في السنوات الاخيرة، وعبر بيانات مشتركة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، لكن التنديد وفق روسييه لا يكفي لوقف لهذه الانتهاكات لذلك تسعى سويسرا الى بذل كل الجهود الديبلوماسية لوقف انتهاكات حقوق الانسان في البحرين.
أما عن إمكانية أن تستغل البحرين قرار الحكومة السويسرية في 20 ابريل 2016 ببيع صفقات من الاسلحة للمنامة في انتهاك حقوق الانسان يؤكد روسييه بأن سويسرا التزمت منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011، بعدم تصدير أي نوع من العتاد الحربي إلى البحرين، مشيرا إلى أن قطع الغيار التي سلّمت إلى هذا البلد قبل تلك الأحداث، كانت تتعلّق على وجه الخصوص بأنظمة دفاع جويّ أو بأنواع من الأسلحة لا يُمكن أن تستخدم في أعمال تؤدّي إلى ارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
هذا الصنف من العتاد هو الوحيد المسموح بتصديره والذي تأكدت الحكومة السويسرية بأنه لا يمكن استخدامه في النزاع المسلح في اليمن.
وفي اجابته عن امكانية أن يفهم رفع لحظر بيع الاسلحة والاتفاقيات الموقعة دعما للبحرين والمملكة العربية السعودية ضد ايران أكد إيف روسييه بأن هدف المساعي السويسرية هو إيجاد حلول للنزاعات وهو ما يفسر بالجهود السويسرية لتذليل الخلاف بين المملكة العربية السعودية وإيران، لذلك ووفقا لتعبيره فانه من "المنطقي أن نقوم بنفس الأمر بين هذه الأخيرة والبحرين. "