مازالت تداعيات قرار البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي متواصلة خاصة في ما يتعلق بتأثير هذا القرار على مستقبل علاقة بريطانيا بحلافائها في المنطقة الأوروبية وكذلك في منطقة الشرق الأوسط.
قناة دوتشي فيله الالمانية أوردت في هذا السياق مقالا تحليلا حول مستقبل علاقة بريطانيا بالبلدان العربية وبمنطقة الشرق الاوسط عموما وفي هذا السياق يعتقد زيدان خوليف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس ان قرار بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الاوروبي سيؤدي لانسجام كامل السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط حيث ستصبح بريطانيا فعليا في الضفة الأمريكية في أوروبا.
أما بخصوص تأثير نتائج الاستفتاء على التوجهات الأوروبية في الشرق الأوسط يستبعد خوليف أن يؤثر خروج بريطانيا على السياسية الأوروبية في الشرق الأوسط في شيء، مؤكدا أن كل ما سيتغير هو أن ألمانيا وفرنسا ستقودان الآن الباخرة الأوروبية في المشرق أما بخصوص التوجهات الأوروبية فستبقى نفسها مع فارق غياب المعارضة البريطانية لقرارات الاتحاد الأوروبي .
وفي ذات الاطار يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري عطوان أن علاقة بريطانيا بالبلدان العربية مرشحة لأن تتدعم أكثر حيث تعتبر نفسها صاحبة علاقات تاريخية وتجارية وسياسية وحتى نفسية مع العرب وبالذات دول الخليج التي تشكل المخزون المالي الأكبر لها. فهناك أكثر من 60 مليار دولار من الاستثمارات العربية في بريطانيا حاليا.
ويذهب" عطوان" إلى أن البلدان العربية تفضل استمرار التعاون مع بريطانيا ضمن الفضاء الأوروبي بهدف خلق التوازن مع الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى. إلا أنه يؤكد بان بلدان الخليج تحديدا تمثل للبريطانيين بديلا اقتصاديا محتملا للاتحاد الأوروبي.
من جانبها من المرجح أن تسعى الدول العربية لاستغلال الخروج البريطاني من الاتحاد البريطاني وهو ما يتأكد أكثر من خلال تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أكد أن دول مجلس التعاون تربطها علاقات عميقة مع بريطانيا تمتد جذورها إلى أكثر من مئة عام، مشيراً إلى أن التعاون بين دول المجلس وبريطانيا قائم وبناء في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، والمجالات التعليمية والطبية.