يواصل اليوم ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إجتماعاته رفيعة المستوى بالمسؤولين وقادة القرار في فرنسا على هامش القمة السعودية الفرنسية الثالثة التي ستكون في موجهة لتوقيع إتفاقيات تعاون إقتصادي وعسكري بين البلدين.
وإن كان هذا اليوم هو آخر أيام الزيارة فإن الفرنسيين يعلقون آمالا كبيرة على كسب ثقة الأمير الشاب الذي يهدف إلى تعصير الاقتصاد السعودي وتغيير وصورةالمملكة في الخارج.
صحيفة ليبراسيون الفرنسية أوردت اليوم مقالا تحليليا ترجمته عنها الرياض بوست، وقد خصصته لأبعاد زيارة الامير محمد بن سلمان إلى باريس، والتي تعد إستكمالا لجولة خارجية لولي ولي العهد السعودي والتي قادته لمدة أسبوعين للولايات المتحدة الامريكية قبل أن يصل إلى فرنسا.
الصحيفة الفرنسية تؤكد بأنه من المنتظر بأن يتقاسم الجانبيين السعودي و الفرنسي ثمار هذه الزيارة فإذا كانت زيارة ولي ولي العهد لباريس تضع ضمن أولوياتها إستقطاب الشركات الفرنسية الضخمة للاستثمار في المملكة فإن الحكومة الفرنسية تهدف إلى الارتقاء بعلاقتها مع السعودية إلى مرتبة التحالف الاستراتيجي على كل المستويات بالاضافة إلى سعيها لرفع التجميد عن عدد من الصفقات العسكرية بين البلدين.
ومن هنا تأتي أهمية الزيارة بالنسبة للجانب الفرنسي الذي سيعمل جاهدا على إقناع الامير محمد بن سلمان بتفعيل الصفقات العسكرية التي زار لاجلها مانويل فالس الرياض رغم أنه عاد بيد فارغة ويد أخرى لا سيء فيها بما أن الجانب السعودي لم يوقع الاتفاق العسكري الذي تبلغ قيمته 10 مليار دولار وفق الصحيفة.
ليبراسيون الفرنسية أشارت أيضا بأن ولي ولي العهد السعودي الذي إجتمع تقريبا بكل المسؤولين والقادة واصحاب اكبر الشركات الامريكية بداية من الرئيس الامريكي أوباما إلى مالك شركة فايسبوك مارك زوكربيرغ، جعل الولايات المتحدة خلال اسبوعين تعيش على وقع زيارته التي شملت مختلف مجالات التعاون السعودي الامريكي.
تحركات الامير محمد بن سلمان في السعودية نجحت في بعث حركية وحيوية غير معهودة في المملكة التي تعيش على وقع الاصلاحات الاقتصادية التي يشرف على تطبيقها وعلى رؤيته المستقبلية للمملكة.
غير أن تحركات ولي ولي العهد السعودي لم تحرك فقط "الجمود" الاقتصادي والمجتمعي في السعودية بل أيضا حركت معها دولا في حجم الولايات المتحدة وفرنسا اللتان ترغبان في لعب دور أساسي في تحقيق "رؤية السعودية 2030" وفي تطوير العلاقات مع المملكة خاثة في المستووين العسكري والتجاري.
إلى ذلك أشارت الصحيفة الفرنسية بأن زيارة ولي ولي العهد السعودي لباريس نجحت في كسب الاهتمام الاعلامي والسياسي والاقتصادي في فرنسا رغم أن فرنسا وأوروبا وكل العالم يعيشون على وقع صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، حيث تسعى عدد من الشركات العسكرية الفرنسية خلال اليوم الاخير للزيارة لاقناع الامير محمد بن سلمان بقدرتها على دعم السعودية في خطتها الرامية لجعل المملكة مصنعا ذاتيا لاحتياجاتها من الاسلحة، ناهيك أن الحكومة الفرنسبة تهدف الى زيادة حجم المبادلات التجارية مع السعودية والتي تبلغ حاليا 7 مليار يورو.