تزخر المملكة العربية السعودية بعدد من العادات والتقاليد التي تميزها عن بقية المجتمعات ومنها التفحيط التي خصص لها الكاتب الفرنسي "باسكال مينوريه" كتابا كاملا لدراسة أبعادها وإكتشاف أسرار إنتشارها عند الشباب السعودي.
الكاتب الفرنسي "باسكال مينوريه" خصص 4 سنوات لبحث أسباب إنتشارها في المملكة العربية السعودية. ويكشف "مينوريه" في حوار اجرته معه صحيفة لوفيغارو الفرنسية وترجمته عنها الرياض بوست عن خفايا هذه الظاهرة التي يعتقد بأن إنتشارها في السعودية غير معروف للجميع وبأن من الدراسات التي وضعهتا تحت مجهر تحليلها سواء في علم النفس أو علم الاجتماع تكاد تكود منعدمة.
يكتشف الكاتب الفرنسي من خلاله كتابه الجديد الذي عنونه Royaume d’asphalte أو مملكة الاسفلت أحد أهم الظواهر التي تجد إقبالا واسعا من الشباب السعودي الذي يرى فيها متنفسا ومنصة للتعبير عن هواجس وطموحات هذه الفئة من المجتمع، التي وإن قررت ركوب الخطر من خلال هذه سباقات يجريها الشبان السعوديون في ما بينهم فإنها تجعل هؤلاء الشبان في غاية من السعادة والنشوة.
ويشير الكاتب إلى أنه انطلق من ظاهرة ولع شبان مدينة الرياض ب"روديو السيارات" كما يسميها وهي ظاهرة تعود إلى السبعينيات وتطال الشباب المنتمي للطبقات المتواضعة والتي تقوم على مبارزة الشباب فيما بينهم على المجازفات خطيرة في سباقات بالسيارات تعرف في السعودية بالتفحيط.
ويرى "باسكال مينوريه" أن هذه "الظاهرة هي متنفس لمشاكل الشباب وحذر من أنها تشكل في بعض الأحيان إحدى مراحل الإنتماء للمجموعات الدينية المتطرفة اذا ما خرجت عن السيطرة رغم أنها تمثل متنفسا للتعبير .
وتتمثل ظاهرة التفحيط في تجمع عدد من الشباب السعودي الذي يركبون سيارات عادة ما تكون رباعية الدفع ليقوموا بسباقات وحركات خطيرة جدا، حيث يقومون بإمالة السيارات لجعلها تسير على إطارين فقط بهدف الاستعراض وتكون هذه الاجواء مرفوقة بأغاني وموسيقى غربية صاخبة.
ويؤكد مينوريه بأن التفحيط جريمة يعاقب عليها القانون في السعودية فكثيرا ما يتم إلقاء القبض على هؤلاء المفحطين وتفرض عليهم احكام بالسجن وبغرمات مالية لكنها عقوبات فشلت حتى الان في القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة كثيرا في اوساط الشباب السعودي.
ويقول الشباب في هذه الدول إنهم يجدون متعة حقيقية في هذه الهواية تحقق لهم شعورا بالنشوة، يمتد كذلك ليشمل المشاهدين الباحثين عن الإثارة والمغامرة والمشاهد غير التقليدية.
وتتسبب تلك الهواية التي تحظى بشعبية كبيرة لدى شبان الخليج، في وقوع أعداد كبيرة من القتلى سنويا مما يشكل مصدر قلق دائما للأهالي والسلطات التي تسعى لوقفها.
ويكشف الكاتب الفرنسي أن ركوب سيارات رباعية الدفع وقيادتها بسرعة جنونية و بحركات خطيرة ظاهرة تنتشر بشكل كبير في صفوف الشباب السعودي الذي يجد فيها متسعا لتفجير طاقاته وشحنات القوة التي يمتلكها والتي يحتاج في مثل هذا السن لاخراجها والتعبير عنها بطرق مختلفة بهدف إثبات الذات لنفسه وللمجتمع.