منذ طفولتنا حتى مراهقتنا ونحن نعيش دوامة المؤامرة الغربية على الشرق !! حتى بدأنا كشباب مندفع ومتحمس في حب الاكتشاف والبحث عن الحقائق والمعرفة بقراءة بعض الكتب التي ربما تكون مبهمة لدينا لصغر معرفتنا أمام الكم الهائل من المعلومات التي تتخللها كتب الباحثين والمفكرين !! ولكن علّنا وجدنا بين السطور البعض مما كنّا نبحث عنه ، فمثلا في كتاب حصون التخلف للوالد المفكر إبراهيم البليهي نجد الحديث عن وهم المؤامراة الغربية وأن وهم المؤامرة ليس إلا وحشٌ خيالي كأي رواية خيالية كملحمة جلجامش مثلا ؟!!
بدأتُ شخصيا أنصدم شيئا فشيئا عن قناعات المؤامرة التي عششت على فكري أثناء تلك الحُقبة ولم تكن المرحلة سهلة بالنسبة لي فكما تعلّمنا من الوالد المفكر إبراهيم البليهي بأن العقل يحتلهُ الأسبق إليه ... أي أن القناعات التي تنزرع منذ الطفولة صعب تغييرها وإن تغيرت فهي تحتاج إلى رؤية الأمور من جانب منصف وربما تمر بمراحل سيكولوجية صعبة خلال فترة التحول الفكري والثقافي ؟؟!
ولكن من جانب آخر تجد من يحمل موقف صريح وواضح حول مؤامرات الغرب على الشرق ؟! هل يعني هذا أن مايحمل هذه المواقف الصريحة وآهم ؟!!
بالطبع .. لا ..؟؟!
هل مانقوله تناقض إذن ؟
بالطبع لا ..؟!!
المؤامرات هي دائما تحصل حتى بين أفراد الأسرة الواحدة وهذا أمر طبيعي جدا المعضلة الفكرية ليست هنا الخلل الغويص والوباء الصعب إستئصاله هو صعوبة تقبُل التعايش الذي يجعل المتآمر يسهُل عليه تفكيكك... كيف ؟؟!!
نأخذ اليابان كمثال حي في القآرة الآسيوية !!
كانت أمريكا من أشد الأعداء لليابان بل حتى أنها دمرتها وجعلت نهضتها وبنيانها كالرمال المبعثرة ... هل بعد هذه مصيبة ؟؟!
ولكن ما موقف اليابان من هذا العدوان هل ردت الصاع بصاعين؟!
لا طبعا بل عملت على تطوير نفسها وبناء حضارتها من جديد بدون كلل أو ملل ونبذ كل مسببات الضعف الذي يجعل وصول العدوان لها بهذه السهولة ...
وكان السبب يعود لفهمهم أن البناء أعظم من الدناء حتى بنوا صرحاً آمناً مدعم بالوعي الفكري والتعايش الوطني ... وأبعدت عن مخيلتها فكرة الإنتقام
نأتي اليوم لليابان هل تستطيع قوة عالمية تفكيكها؟ هل تقول اليابان اليوم في تعاليمها وسطورها أن العالم يتآمرون عليها ؟؟!
تعرفون لماذا برأيي لأن السبب يعود إلى أن اليابان تعايشت مع الظروف التي مرة بها ووضعت الأيادي بعضها ببعض كتافا حتى تصل إلى ماوصلت إليه اليوم وعززت بينها مؤامرة التعايش ... اليوم من سيحاول تفكيك اليابان بزرع قنبلة العنصرية والتطرف لن ولم يستطيع قطعاً لأن الوعي الياباني في أن أهم قيمة يملكونها هي الوطن والأرض التي تحتضنهم ويسعون إلى بناؤها وترميمُها هي أختارت أن تكون في مقدمة العالم ... من جانب آخر لنرى أهم مسببات تفكك الدول العربية سنجد أهمها وأولها التطرف الذي يُقدم على الوطن والأرض ، وفرض القناعات حتى أصبح المجلس العربي لا يخلو من النقاش الفارغ حول النزاعات الفكرية حتى خرج منهم جماعات يفرض رأيه بطريقة عجيبة وغريبة كالتفجير الإنتحاري مثلا ... علينا أن نضع بين أعيننا تجارب حية أغلب الدول العربية التي تتمنى شعوبها عودتها وإستقرارها اليوم كان من أهم أسباب تفككها التنازع الطائفي حتى لا نصبح نبحث عن وطن هذا هو الوطن اليوم بين أيدينا فلنُحافظ عليه بكل قوة أوتينا...
*ولا ننسى أن من يُعمِر الأرض خيراً عند الله من مُدمرها*
سلطان الصالح