2016-07-20 

خمس ملاحظات على تقرير معهد أكسفورد حول النفط السعودي

من الرياض غانم المطيري

أبدى الخبير النفطي السعودي محمد الصبان عدة ملاحظات حول تقرير معهد أكسفورد حول النفط في السعودية الذي ترجمته الرياض بوست.


وفي حديثه مع الرياض بوست أوجز الصبان كملاحظة أولى  بأن التقرير الذي أنجزه معهد أكسفورد يتفق  في مجمله  مع الرؤية السعودية ٢٠٣٠، وان كان  يطلق تحذيرات بالمخاطر والصعوبات التي  قد تواجه تطبيق  الإصلاحات السعودية المزمع إدخالها خاصة  في ما يتعلق بمجال الطاقة.

 

 

كما إعترف الخبير النفطي السعودي بأن التحول في قطاع الطاقة قد سبق صدور الرؤية بسنوات وتركز في محاولات زيادة القيمة المضافة واستكمال التوسع الراسي والأفقي في هذا القطاع بما في ذلك زيادة نسبة المكرر من الخام بالتوسع في المصافي والتوسع في البتروكيماويات، وطرق مجال الصناعات التحويلية المعتمدة على المنتجات المكررة والبتروكيماوية. كما أشار الصبان في ملاحظته الثانية بان تحويل ارامكو لتكون شركة طاقة قد سبق الرؤية بما أن الهدف الأساسي هو توسيع مجالات إنتاج الشركة لتشمل إنتاج الغاز ومصادر الطاقة المتجددة بالاضافة إلى إنتاج وتصدير النفط.

 

 

أما ثالث ملاحظات الصبان فكانت التأكيد على أن  الاعتماد على ايرادات قطاع الطاقة سيستمر لفترة طويلة، وبالتالي فمقولة انتهاء الادمان على النفط بحلول ٢٠٢٠ امر مستحيل، ولا يجب اصلا ان نقول ذلك طالما استمرت أهمية النفط في ميزان الطاقة في الفترة القادمة.

 

 

إلى ذلك تذهب الملاحظة الرابعة للخبير النفطي إلى أن إعطاء الإحساس بتفكيك هذا القطاع وبيع حصص متزايدة من ارامكو  يتنافى مع ضرورات الحفاظ على الإوزة التي لازالت تبيض ذهبا، والتقرير يحذر بصورة مؤدبة وغير مباشرة من قتل هذه الإوزة وبأي ثمن تحت شعار القضاء على ادمان النفط.

 

أما الملاحظة الخامسة والأخيرة التي أشار لها الصبان في تعليقه على هذا التقرير فكانت الإشارة إلى أن التقرير يطالب  بتبني سياسة متوازنة للطاقة تحافظ على أهمية السعوديك في عالم الطاقة، ودورها الرائد في سوق النفط العالمية يجب ان يستمر، كما ان إعطاء الانطباع بعدم الاحتفاظ بطاقة انتاجية فائضة قد يضر بهذه الريادة، كما يعطي الانطباع بان المملكة قد لا تتوقف عند بيع ٥٪‏ من ارامكو، ولكن قد تنفرط الامور ببيع المزيد وتكون الغلبة لمالكي الأسهم غير الحكوميين في توجيه دفة الشركة وسياساتها بعيدا عما تريده الحكومة.

 

ومعروف ان معهد اكسفورد للطاقة تموله السعودية بشكل رئيس، ويمثل في مجلس ادارته بعض السعوديين، ولها تاثير كبير عليه منذ إنشائه، وقد ألقى الصبان عدة محاضرات فيه عدة مرات منذ ان كان يرأس المعهد المصري الأصل روبرت مابرو، والآن يرأسه باسل فتوح.


ويعتبر المستشار السعودي محمد سالم سرور الصبان أحد أكثر الخبراء والعرفين بالقطاع الطاقي والنفطي خاصة في الشرق الأوسط وهو المتحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد في جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1979 وكذلك على درجة الدكتوراه في الاقتصاد في جامعة كولورادو سنة 1983.


ويمتلك الصبان خبرة كبيرة في مجال الطاقة  حيث سبق له وأن عمل كمستشارً غير متفرغ لوزير الصناعة والكهرباء ما بين  1983و 1986 كما عمل كمستشاراً غير متفرغ لوزير البترول والثروة المعدنيةمن سنة  1987 حتى 1997، كما مثل السعودية كمفاوض رئيسي للمملكة في إبرام اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ منذ سنة 1991 وفاوض كذلك  باسم المملكة في إبرام بروتوكول (كيوتو) سنة 1997م في اليابان إلى أن أصبح رئيسا لوفد المملكة في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ منذ عام 1997،كما شغل خطة نائب رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ منذ عام 2008.

 

 

يذكر أن  معهد اكسفورد للطاقة كان قد تأسس سنة 1982 كمركز مستقل لابحاث الطاقة، ويتخذ هذا المعهد من بريطانيا مقرا له. وتتمحور نشاط المعهد حول دراسة سياسة الطاقة والأسواق و الإنتاج والاستهلاك فيما يتعلق بالنفط والغاز الطبيعي و الكهرباء، ويعتمد المعهد في عمله على كفاءات عالمية من كل أنحاء العالم كما يتعامل مع عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه