لم يكن الإجتماع السنوي للمعارضة الإيرانية والتي استضافته العاصمة الفرنسية باريس بداية هذه الشهر ، كسابقيه من الإجتماعات بعد أن وجد معارضو نظام الملالي سندا جديدا لهم في حربهم ضد الديكتاتورية الدينية في طهران ممثلة في رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل الذي مثل حضوره ومشاركته وكذلك كلمته في هذا الإجتماع رسالة قوية للنظام الإيراني.
في هذا السياق نشر مركز السياسة الأمنية مقالا تحليليا ترجمته عنه الرياض بوست خصص لتناول مشاركة تركي الفيصل في إجتماع المعارضة الايرانية والآثار التي ستترتب عن دعمه لها في محاولة إسقاطها لنظام الملالي في طهران.
ومثل حضور رئيس الإستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل في هذا الإجتماع وفق ما وصفته صاحبة المقال كلار لوباز قنبلة أيقضت مضاجع النظام الإيراني وسرقت الأضواء من جميع الديبلوماسيين الأمريكيين والاوروبيين والإيرانيين الذين شاركوا في هذا الاجتماع.
ورغم أن الفيصل لا يشغل منصبا سياسيا منذ سنوات إلا أن الكلمة التي ألقاها خلال هذا الإجتماع أشعلت الحضور الذي وقف مصفقا وداعما لرسالة الفيصل، التي وإن أكدت على الأثر الايجابي للثورة الإيرانية في منطقة الشرق الاوسط إلا أنها جددت الاتهامات لنظام الايراني الحالي بنشر الفوضى ودعم الارهاب وتهديد أمن دول الجوار وفق ما تؤكده كلار.
ويعود المركز إلى أسباب الصراع والخلاف بين المعارضة الايرانية ممثلة في منظمة مجاهدي خلق مع نظام الخميني حيث تؤكد بأن الخميني تنكر لمجاهدي خلق حلفائه ضد نظام الشاه والذين لم يجدوا سوى المنفى سبيلا لمواصلة دفاعهم عن مطالبهم في إرساء الديمقراطبة المغتصبة في ايران.
وتشير الصحفية كلار لوباز إلى أن العداء لنظام الملالي أصبح قاسما مشتركا بين المعارضة الإيرانية وكذلك المملكة العربية السعودية، خاصة بعد أن الاتفاق النووي الايراني الذي مثل رسالة واضحة للمعارضة الايرانية وللرياض مفادها بأن واسنطن إختارت حليفها الجديد(طهران).
كما تتقاسم المملكة العربية السعودية و المعارضة الايرانية نفس المواقف من نظام الملالي الذي يواصل منذ سنوات سياساته التوسعية في المنطقة ودعم مليشياته الموزعة في أكثر من بلد لتنفيذ أجندته الإقليمية. وهي السياسة التي أدت وفق "الحليفين الجديدين " إلى زعزعة الاستقرار في صراعات المنطقة، ودعم الانظمة الديكتاتورية في الشرق الاوسط على غرار نظام بشار الأسد في سوريا.