تشهد المملكة العربية السعودية بالتوازي مع التحولات الاقتصادية تحولات إجتماعية ،يمثل وضع المرأة السعودية إحدى أهم ركائزها، فإضافة إلى سعي رؤية السعودية 2030 للترفيع في نسبة مساهمة المرأة في سوق العمل تمثل العباءة التي ترتديها المرأة السعودية نقطة تحول أخرى لا يمكن إغفالها.
وكالة بلومبرغ أوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن عددا صغيرا ولكنه متزايد من النساء السعوديات أصبحن يظهرن بزي مختلف عن المعتاد في السعودية والمعروف بأن يكون زيا أسودا من الرأس إلى أخمص القدمين ، فقد فتح السفر و الإنترنت للمرأة السعودية الاطلاع على عادات و أفكار أخرى لذلك ظهر التغيير تدريجيا حيث ذهبت البعض من النساء السعوديات إلى إرتداء عباءات ملونة وإلى كشف وجههن في خطوة تؤكد حجم التغيير الاجتماعي في المملكة.
و كمثال حي على هذا التغيير تقول مصممة الأزياء السعودية في جدة ليلى بشارة أنها حملت مؤخرا إلى سوق الرياض فقط العباءات السوداء، على افتراض أنه كان كل ما من شأنه أن يباع في المدينة لكنها فوجئت أن بالنساء بجوارها يبعن العباءات الملونة التي تشهد إقبالا ملحوظا.
وتشير بشارة معلقة على هذا التغيير " أعتقد أن الناس بحاجة إلى هذا التغيير "، في حين ترى مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري أن التغير الثقافي والاجتماعي هو جزء لا يتجزأ من رؤية 2030 ، التي ستكون حاسمة لزيادة دور المرأة في الاقتصاد .
وفي ذات السياق ارتفع عدد النساء العاملات بنسبة 50 في المئة بين عامي 2010 و 2015، فيما تتجه النساء إلى وظائف في الرياض و جدة أكثرهن يرتدين العباءات الملونة بالأبيض والأخضر والأرجواني و وكذلك بالأزهار التي كانت تعتبر صدمة قبل خمس سنوات .
وإن كان المسألة تثير جدلا كبيرا في المملكة خاصة من الناحية الدينية إلا أن عدد من الشيوخ يدافعن عن هذا التغيير ما لم يتجاوز حدود الممنوع حيث يؤكد الشيخ عبد الله المنيع ، عضو مجلس المملكة العربية السعودية هيئة كبار العلماء ، لصحيفة عكاظ" مسألة اللون أنا لا أرى أي شيء خطأ طالما أنها ليست ضيقة و لا تلفت الانتباه.
من جانبها تؤكد هالة الدوسري ، وهي باحثة زائرة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن بأنه على الرغم من ظهور عدد قليل من العباءات البيج أو الوردي قد تبدو ضئيلة ، فإن التغيرات في ثوب المرأة يعكس تحولا أعمق في المجتمع السعودي ، فقد أثرت شبكات الاجتماعية و النقاشات التي جرت في السنوات القليلة الماضية على وعي المرأة ووضعها.
إلى ذلك تجد التحولات الاجتماعية في علاقة بالمرأة السعودية مصوغا لها وهو رؤية السعودية 2030 التي يخطط ولس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خلالها إلى زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 30 في المئة من 22 في المئة على مدى السنوات ال 14 المقبلة .
وعن هذه الرؤية تضيف الدوسري بأن إذا لم يتم التخفيف في إجراءات السفر و القوانين الاخرى لن تنضم المرأة إلى القوى العاملة بأعداد كبيرة. "
غير أن الأمير محمد بن سلمان أكد في مؤتمر صحفي عقد في أبريل بأن المرأة السعودية يجب أن تكون فعالة ومنتجة ، وردا على سؤال إذا كانت السعودية من شأنها أن تسمح للمرأة بقيادة السيارة، حيث يمكن أن تخصص نصف راتبها لسائقي سيارات الأجرة أكد بأن الحكومة لا يمكن أن تجبر المجتمع على رفض شيئا ما .
وكجزء من مخطط الاصلاح والتغيير قررت الحكومة السعودية التقليص في صلاحيات الشرطة الدينية التي تفرض الفصل بين الجنسين ، و حدودا للباس ، و قواعد أخرى.
وبذلك يمكن للمرء أن يقضي شهورا في الرياض دون اكتشاف شرطي ديني ، كما بإمكان النساء و الرجال العمل جنبا إلى جنب في بعض الوزارات ،كما يمكن للنساء الأجنبيات كشف شعرهن دون توبيخ .
وتقول الشهاري ، طالبة الصيدلة التي توقفت عن تغطية وجهها عندما انتقلت إلى شيكاغو قبل عامين، بأنها وبالعودة إلى الرياض خلال العطلة الشتوية صدرت هذه العادة إلى منزلها مضيفة عندما كانت للشرطة الدينية سلطة أكبر كان من الصعب جدا فعل ذلك ، لكن الآن كل شيء يتغير ، وأنا سعيدة حقا لهذا التغيير".